قديما كنت هناك
تكون بعيدا عن العجب عندما تأخذ بوصايا اللاهوت، و أنت تسير على مقعد متحرك، فتكون بعيدا كل البعد عندما تنظر إلى أفكارك على أنها ذات أبعاد معلومة، إنها حقا من العجب العجاب الذي يشيب له الغراب و ينطق له الذباب و تنتحر له الذئاب كما الكلاب. إنّ اللاهوت شيء و الفكرة القادرة على التجسد شيء آخر، فقديما في زمن المعجزات كان العقل الإنسانيّ يقترب من التصديق، لكن اليوم ولّى ذاك الزمن، بل و أخذ الإنسان على عاتقه الخروج من المعنوي إلى الملموس فما قيمة التصديق عند كلّ هذه الحكايات؟
من الجميل أن ننصت بشغف إلى قصص سيدنا يوسف عليه السلام، كما ننصت إلى قصة سيدنا عيسى و إبراهيم و إسماعيل و غيرهم ممن يدخلون ضمن قائمة الأنبياء و الرسل، لكننا نغفل شيئا كثيرا ما سار جنبا إلى جنب مع هؤلاء الشخصيات العظيمة، ألا و هي معجزاتهم، فنحن لم نعش تلك الحقب لكننا نتمنى لو أننا عشنا تلك الأيام ليتبدد شكنا، فنصدق حواسنا كلها بدل أن نصدق أذنا كثيرا ما أدخلتنا دائرة الخطأ، إنه لشيء بعيد الوقوع، لكن هناك دائما البديل، فتلك القصص وردت في الكتب المقدسة التي لا يحتويها النقاش أو الجدل، لكنها ليست بملزمة التصديق بها على أنها حقيقة حدثت فعلا، و إن كان عكس هذا، كان علينا أوّلا التصديق بما ورد في تلك الكتب على أنّه آت لا محالة، من باب أن الإنسانية تشتهي معرفة المستقبل. إنه لأمر كبير كبر القدر، فكثيرا ما جال الإنسان مبررا و مشككا في قضايا عديدة، و هذه كما هو ظاهر ليس إلاّ نتيجة لغياب اليقين، فكما للخمر سحرها على العقول، فإنّ لتلك القصص سحرها على المجهول.
Mr. Viktor Dilavera
التعليقات (0)