مواضيع اليوم

قدمة كتاب غادة الجولان- سميح القاسم

غازي ابو كشك

2009-04-29 11:14:19

0

قدمة كتاب غادة الجولان- سميح القاسم أدب و ثقافة  "

 شرط القصيدة وشرط الشاعر....
صحيح أن الشعر ملزم في نهاية المطاف بأن يواجه قضاة النقد في محكمة الفن وحيداً ( بزنبوط رقبته ) كما يقال : فلا شهود يشفعون ولا محامون ينفعون ذلك أن الفن شهوده ومحاموه منه وفيه. والنقاد المحترفون قساة أيما قسوة وقد لا تعرف الرحمة إلى قلبهم سبيلاً.
بيد أن الحياة هي الأخرى تفعل فعلها وتقول كلمتها بكثير من اللامبالاة ولا تترك لنا من العزاء سوى التعلل بأن ما ينفع يمكث في الأرض وسواه يذهب جفاءً.


وأرى أن الأخذ بيد شاعر شاب يضع خطوته الأولى على طريق الجحيم -  النعيم ، الذي نسميه مجازاً الفن هو أمر نافع حقاً ...
وبما أني لست في عداد النقاد المحترفين فلا حرج علي إن أنا أخذت شروط الشاعر وملابسات القصيدة بعين الاعتبار.

الشاعر الشاب مفيد أبو رافع هو ابن الجولان العربي السوري المحتل وهو بذلك شبل من عرين الأسود الصائلين الجائلين على مرتفعات الجولان ذوداً عن حوض وتقريباً لفجر وتأكيدا على حقيقة : " الاحتلال زائل لا محالة " ولا يبقى في الوادي غير حجارته ( كما يقول الطاهر وطار ابن جبال الأهراس التي كانت ياما كانت هي الأخرى فريسة للاحتلال الأجنبي ) .

وينعكس واقع الجولان اليوم على نفس شاعرنا الشاب وينبثق من جديد عبر كلماته :
يحتفل العالم
بافتتاح المصانع
ببناء المدارس
بتشييد العمارات
وفي الجولان
لا نحتفل إلا بالنصر
وبتشييع الجنازات..
حتى في حبه، فانه لا يستطيع وضع الحدود بين حبيبته الإنسانة وبين حبيبته الأرض.
تعالي أعمدك
في الجولان
وكوني قديسة
وانه لما يلفت النظر أن قصائد هذه المجموعة بشكل عام توحي لنا على الفور بظروف الشاعر وطبيعة حياته بما يكتنفها من حرارة وغضب وأسى وتفاؤل ويقين في آن.
ولا يبقى لنا نحن القراء سوى أن نتمنى للشاعر الشاب مفيد أبو رافع أن تشتد خطاه على الطريق وأن يحقق في نتاجه القادم مزيداً من التقدم ونعود مرة أخرى إلى كلمة الأجداد....  كل من جد وجد ...
                                                                  سميح القاسم
"



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !