حب السلطة والجاه والقيادة هي غريزة موجودة عند كل البشر لكن تتفاوت بين شخص لأخر وهذا التفاوت يرجع لأسباب منها توفر عوامل الوصول للقيادة سواء كانت بطريقة شرعية أو لا , بالإضافة إلى أن هذه الغريزة تكون موجودة أكثر عند الأشخاص الذين يعيشون في بيئة أو بيت حاكم , وهي تدفع بالأشخاص إلى سلوك واستخدام أبشع الطرق وعندهم الغاية تبرر الوسيلة , فمنهم من يقتل ومنهم من يزور ومنهم من يكذب من اجل الوصول للقيادة وعندنا شواهد تاريخية كثيرة منها الخلاف بين الأمين والمأمون حيث حب الجاه دفع احدهما إلى قتل أخيه لكي يكون هو الخليفة , والكثير الكثير من الشواهد حتى في عصرنا الحاضر وجدت هذه الحالة ولعل أبرزها وأوضحها ما قام به عمار الحكيم من جرم في حق عمه محمد باقر الحكيم حيث رتب لعملية اغتياله وهو من أمر بهذا الشيء وذلك بسبب سعيه وراء التسلط والقيادة في محاولة منه للتقرب شيئا فشيئا لكي يكون هو الرجل رقم واحد في قيادة المجلس الأعلى وكانت هذه الجريمة هي الخطوة الأولى وهذه قصة يرويها لنا القاضي رائد جوحي حيث قال في إحدى التصريحات الصحفية (( تم مؤخرا الكشف عن المتهمين الحقيقيين بقضية مقتل محمد باقر الحكيم عام 2003 بعد متابعة وتحقيق طويل وأضاف: إن أول ما أثار خيوط الشك لدينا هو تنازل عمار الحكيم وعبد العزيز الحكيم عن الدعوة المقامة مما جعلنا نتبع تفاصيل القضية وأظهرت التحقيقات بان عمار الحكيم كان يلازم محمد باقر الحكيم بالصلاة إلا في تلك الصلاة التي حصل فيها الانفجار وكذلك كان سائق القتيل قد ترك الصلاة في ذلك اليوم وفضل زيارة الإمام بدلا من الصلاة معهم هربا من الحادث كما فعل عمار الحكيم، كما إن السيارة قد وضعت له في مكان حصول الانفجار على غير المعتاد . وأوضح القاضي : قبل شهرين تم إلقاء القبض على احد السواق يملك جنسية إيرانية وليس لديه أي هوية عراقية وبعد تعرضه لضغوط من احد المفارز التابعة للدفاع اعترف بأنه دخل بصورة غير رسمية وانه يعمل مع عمار الحكيم وبعد التحقيق الدقيق اعترف بضلوعه بالتفجير الذي أدى إلى مقتل محمد باقر الحكيم وأعترف الشاهد والمجرم بنفس الوقت بأنه كلف من قبل عمار الحكيم لهذا الأمر ودفع له مبلغ طائل وان سبب قيام عمار الحكيم بقتل عمه كما يقال هو رغبته بان تكون القيادة له مع والده عبد العزيز الحكيم .. )) .
كانت هذه الخطوة الأولى لعمار الحكيم نحو منصب الأمين العام للمجلس الأعلى ولكن كان هناك عائقا أخر يحول بينه وبين مراده وغايته وهو والدة عبد العزيز الحكيم لذا خطط وبصورة متقنة للتخلص منه فأمر الإنسان المقرب منه جدا وهو عبد الهادي العامري الأمين العام لمنظمة بدر وهو شخص لا يختلف عن عمار الحكيم بالطموح والسعي نحو السلطة لذا فكان الاتفاق بينه وبين عمار بان يقوم عبد الهادي العامري بزرق عبد العزيز الحكيم بإبرة ذات محتوى سرطاني ويحصل لقاء فعله ذلك على الأمانة العامة لمنظمة بدر وعمار يحصل على الأمانة العامة للمجلس الأعلى , وتم بالفعل زرق عبد العزيز الحكيم بهذه الإبرة السرطانية ولم يطول الأمر كثيرا حتى فارق الحياة وآلت الأمور إلى عمار الحكيم وعبد الهادي العامري , لكن وبسبب استخدام الطرق الملتوية والبشعة والوسائل الإجرامية الخبيثة من اجل الوصول إلى القيادة والزعامة , حصل الخلاف بين عمار الحكيم وعبد الهادي العامري وكان الخلاف سري وغير ظاهري وسببه الحقيقي هو الجرائم التي ارتكبها الطرفين ( مقتل محمد باقر الحكيم وعبد العزيز الحكيم ) , لكن شاء الله أن يفضح هذه الجريمة للعالم عامة والشعب العراقي خاصة ويظهر لهم حقيقة هذا السفاح والقاتل الذي تخلص من اقرب الناس اليه في سبيل الوصول للقيادة , فما بالكم أيها العراقيون إن أصبح هو رئيسا للعراق مثلا أو يترأس كتلة تتحكم في مصير الشعب ؟ فما حال الشعب وما مصيره ؟ ...
التعليقات (0)