مواضيع اليوم

قبل وبعد الفياجرا

مجدي المصري

2009-08-26 09:59:55

0


كان لنا صديق يكبرنا في السن ولكنه يبدوا أصغر مننا جميعا لما له من خفه ظل واستحضار عجيب للنكته من أي موقف وهذا الرجل كان متزوجا من امرأه شديده قويه البنيه مهيبه الجانب وكان هو أضعف منها جسمانيا لذلك كان يتحاشي الصدام المباشر معها خوفا من العواقب ولكنه بالرغم من ذلك كان عنيدا جدا ولم يكن يترك حقه اطلاقا حال تعديها عليه أو محاوله ارهابه كأن يقف بالباب ويطلق الشتائم ثم يعدوا خارجا حتي لا تطاله...
وكان من أحب الأشياء الينا سماع حكاياته ومساجلاته ومشاجراته مع زوجته وكم كنا نضحك من القلب عندما يقول لنا أنه انتقم منها ليلا علي السرير شر انتقام وكم كان يتباهي بغزواته السريريه لهذه المرأه العملاقه وهو الضئيل الحجم لتستيقظ هي في الصباح الباكر وتعد له الافطار الشهي تقديرا لغزوه الأمس ….
الا أنه في فتره من الفترات لاحظنا شحوبه واختفاء النكته بل والبسمه من علي شفتيه وأصبح شاردا حزينا مهموما مما أثار قلقنا عليه فربما يكون مريضا أو به ملمه ومع الحاحنا عليه ليعرفنا سبب ما هو فيه من هم وغم وكرب أجاب بأن محاولاته الأخيره لغزو المرأه العملاقه بائت بالفشل ولا يعرف سببا واضح لذلك …
بل أن الامور تخطت ذلك الي أن المرأه بدأت تضج منه وتعايره بفشله وهو لا يعرف ماذا يفعل حيال ذلك …
فأشرنا عليه بالذهاب الي الطبيب فأجاب بأنه ذهب بالفعل وعمل التحاليل والكشوفات الطبيه وصرف روشته الدواء ولم تأتي الأدويه والعلاجات بنتيجه تذكر و أن وضعه أصبح حرج جدا لأن المرأه بدأت في معايرته وصوتها بدأ يعلوا أكثر من اللازم ويخشي أن يسمع الجيران الخبر وينتشر في المحله كلها …
بل أن الأمور أصبحت تسوء أكثر وأكثر مع مرور الأيام وأنه يضطر الي سماع شتمه وسبه والتطاول عليه دون أن يستطيع أن يحرك ساكنا بل ووصل الأمر الي أنه أصبح يهدئ من روعها وانفعالها …
و انزوي صديقنا تماما وأصبح نادر الظهور وان ظهر يظهر لدقائق معدوده يكون خلالها يشتري طلبات للمنزل ولا يريد أن يتأخر حتي لا يحدث له ما لا يحمد عقباه …
وكم كنا نتندر عندما يمر أمامنا بايامه الخوالي الحلوه وضحكاته ونكاته التي اندثرت تماما …
وفي أحد الايام جائنا وأنفاسه مشتعله وقال لنا لقد قررت أن أقتل هذه المرأه الحيزبون .. وأما نحن فلم نأخذ الأمر محمل الجد لعلمنا بطيبته الشديده وحولنا الأمر الي دعابه وحذرناه من المحاوله التي لو فشلت فسيكون مصيره مثل مصير سليمان الحلبي أو علي أقل تقدير مثل طومان باي أو شجره الدر والقانون لن يعاقب المرأه لأنها كانت في حاله دفاع شرعي عن النفس وستصبح جثته عبره لأي زوج يفكر فيما فكر هو فيه وستكون فضيحته مسجله في كتب التاريخ تحت اسم أخر "الرجال المحترمين" …
فاقتنع وتراجع عن الفكره وقال رحم الله امرئ عرف قدر نفسه وقرر أن يستمر في الدعاء عليها ما بقي له من عمر عسي أن يستجيب الله لدعائه وهو المجيب لدعوه المظاليم …
وفي أحد الايام عاد أحد أصدقائنا من السعوديه حيث كان يعمل هناك وعندما سئل عن صاحبنا اياه أخبرناه بأخر أخباره المحزنه فأجاب بأن دواءه عندي "الفياجرا" أحضرتها معي من السعوديه وكنا أنذاك قد سمعنا بها ولكنها لم تكن قد وصلت مصر بعد …
فأرسلنا مرسال علي الفور واستدعيناه علي عجل لأمر جلل حتي تسمح له المرأه بالخروج
وعندما وصل أخبره صديقنا بأمر الفياجرا فطلب أن يشتري العلبه كامله بأي سعر ولكن الصديق قال له هي غاليه الثمن جدا ولكن نصفها لي ونصفها لك مجانا ..
وأخذ نصف العلبه واختفي فتره طويله حوالي الثلاثه أسابيع لا نعرف عنه شيئا حتي ظننا أنه قد مات وعندما ظهر هممنا كلنا واقفين نسأله عن الأخبار فهو يبدوا منتشيا كالطاووس مهندم الثياب حليق الذقن تفوح منه رائحه عطر شديده …
كلنا في نفس واحد :- ايه الأخبار يا زعيم
هو :- طلقتها .. وجئت أدعوكم لحضور حفل زفافي علي العروس الشابه الجديده غدا ان شاء الله ...
مجدي المصري




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات