علي جبار عطية
كان كلامه يقطر أسىً
التقيته في احد الباصات الصغيرة..
شاب في الثلاثين يكاد لايصدق ماحدث له.. قال: انه وجد صديقاً أفتقده منذ سنوات فاحتفى بهذا الصديق وأصر على دعوته لوجبة طعام في المطعم وحين انتهيا من الطعام وذهب الصديق المزعوم الى المغاسل اختفى وأخذ معه الهاتف المحمول.
يقول: عدتُ الى المائدة المستديرة وليست الطاولة المستديرة عند السياسيين اضرب اخماسا بأسداس وأبحث عن الخلل فقد كان بامكاني ان أتجنب هذه الخسارة المادية والمعنوية بتجاهلي وجود هذا الشخص لكن احتفائي به غير المناسب شجعه على سرقتي وضح النهار.
تداخل أحد الركاب وتحامل على الشاب قائلاً: ومن قال لك ان تشتري هاتفاً محمولاً سعره (350) الف دينار هل اشتريته للفخفخة؟ أنا مثلاً هاتفي المحمول لايتجاوز سعره ثلاثين الف دينار.
راكب آخر قال: أنا لي هاتفان أحدهما للاستخدام خارج البيت وهو رخيص الثمن وساتر علي أما الآخر فنوعية جيدة وقد أقتنيته للكشخة!
قال الشاب: ساعد الله من يضيع سيارته كيف يتحمل الأذى!
ثم أردف: ليس حزني بسبب الخسارة المادية انما بسبب شعوري أني قد غلبت!
شرق المتحدثون وغربوا وكانوا يحاولون تخفيف الوقع النفسي السيئ لهذه الحادثة على الشاب وروحيته وشهامته لئلا يضيع المعروف عنده وعند المستمعين.
تذكرت في هذه الأثناء في محاولتي لتقويم ما حصل واستخلاص العبرة ان المرء يجب الا يأخذ معه خارج البيت شيئا ثميناً يتحسر على فقدانه لكن الحكمة الأبرز التي أطلت برأسها وسط السجال قبل ان تطل في رأسي قول لأحد أئمة اهل البيت عليهم السلام يقول: (ماخانك الأمين ولكن ائتمنت الخائن.!(
التعليقات (0)