منذ أسابيع فاجأنا الإيرانيون بعرضهم للفلم" 313 " والذي أنتج سنة 2008م ، ولأسباب مجهولة لم يتم عرضه في وقتها ، ورافق عرضهم للفلم حملة ضخمة قاموا من خلالها بترويج هذا الفلم وتوزيعه مجاناً عبر شبكة النت ، والرقم " 313 " يمثل النخبة منهم والذين يدعون الناس للإيمان بهذه العقيدة ويبشرون بقرب ظهور المهدي ، وعلى يد هؤلاء " 313 " منتخباً يظهر المهدي المنتظر الموعود ، فيقتص من المسلمين جميعاً ويدمر عليهم قبلتهم ويقتل حجيجهم ، ويذبحهم ذبح النعاج ، وتلطخ الكعبة المشرفة بالدماء ، ويكمل ما عجز عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من تقصير في أداء رسالته ، فيكلمها هذا المهدي ويملئ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً .
ولهذا لم يكن غريباً أن يتخذ منتج الفلم بطلاً لفلمه من صفوة هؤلاء " 313 " المنتخبون ، تاجر مخدرات يتحول لواعظٍ يبشرُ بخروج المهدي ويدعو الناس لإتباعه ، ثم يتعرض بعدها لبعض المبشرات التي تمهد لظهور المهدي ومنها سقوط بغداد ، والثانية مجزرة رهيبة تتلطخ بها أستار الكعبة بالدماء وينتشر القتل والذعر بين حجاج بيت الله الحرام ، وتجري مقتلة رهيبة بحق الحجاج وأهل مكة وبهذه المجزرة الرهيبة تنطلق ثورة المهدي الذي سيملئ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً ، في الوقت الذي كان من المفترض أن يكون خروج المهدي في بيت المقدس ليطهرها من دنس اليهود ، وخصوصاً أنهم يزعمون أنهم يرفعون شعارات المسح لليهود ، لا أن يكون القتل بحق المسلمين وفي بيت الله الحرام ، وهذا ما لم يحصل من قبل إلا في عهد القرامطة الذين سفكوا دماء الحجاج وقتلوهم وانتهكوا حرمة البيت الحرام ، ولا عجب أن يكون عدو الرافضة هم المسلمون فقط ، حيث وضح " علي لارجاني " الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني كِذب ادعاء إيران وزعمائها بمسح اليهود ، وأن هذه الشعارات التي رفعت من قبل هي من صنع مخابرات أوروبا ، وذلك في قمة المنتدى الاقتصادي العالمي التي انعقدت في البحر الميت بتاريخ 18 / 5 / 2007م ، حيث قال : " دعوني أقول لكم شيئاً بشان إزالة إسرائيل عن الخارطة : إن بلادي لا تريد تدمير إسرائيل ، وهذه القصة من إنتاج وسائل الإعلام الغربية ، ورئيسنا لم يتحدث أبداً عن هذه المسالة " ، رغم امتلاء مواقعهم بشعارات المسح لليهود والأمريكان !! وبذلك يكون وضح من هو عدو الرافضة الحقيقي ، أنهم أهل قريش أحفاد رسول الله صلى الله عليه وأحفاد الإمام علي رضي الله عنه ، وذلك كما نسبوا إلى أبو جعفر : " لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم أن لا يروه مما يقتل من الناس ، أما انه لا يبدأ إلا بقريش ، فلا يأخذ منها إلا السيف ولا يعطيها إلا السيف ، حتى يقول كثير من الناس : هذا من آل محمد لو كان من آل محمد لرحم " الغيبة للنعماني 235، إعلام الورى للطبرسي 361 ، الإرشاد للشيخ المفيد مطبوعات الاعلمي 364 ، بحار الأنوار المجلد 52 / 354 ، ونسبوا إلى أبي عبد الله عليه السلام : " إذا قام القائم هدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه ، وحول المقام الموضع الذي كان فيه " إرشاد المفيد 2 / 383 ، روضة الواعظين 265 ، إعلام الورى للطبرسي 506 . ، وليس هذا كذباً أو ادعاءً بل هم الآن يطبقونه حقيقة في بلدهم بحق الأكراد والعرب من الاحواز والبلوش ، لدرجة أنهم يمنعونهم من رفع الآذان في مساجدهم ، وقد بينّ هذا الواقع المهتدي ابن الرضا البرقعي ، صاحب كتاب " كسر الصنم " بقوله : " إنه في بلدنا هذا يستطيع المسيحي واليهودي والعلماني والذي لا دين له أن يعيش بكل راحة ، أما أهل السنة ، فلا راحة لهم في بلدنا ولا يستطيعون العيش بين هؤلاء المشركين " .
وتزامن ظهور هذا الفلم ، والذي يذكرنا بالفلم الانجليزي "300 " الذي هزمت به الدولة الرومية دولة فرس ، وأثار سخط الإيرانيين وقتها لأن الأمر كان متعلقاً بالفرس وزعيمهم كسرى ، تزامن بمحاولة الحوثيين أن يتوغلوا داخل الأراضي السعودية ، وإعلان الآيات الشيطانية في طهران وعلى لسان ممثل الخامنئي في خطبة الجمعة يوم 30 من الشهر الماضي أن القبلة كان يجب أن تكون في مشهد وليس مكة المكرمة ، فيقول : " إن مدينة مشهد يجب أن تكون قبلة المسلمين ، وليس السعودية أو الحجاز التي باتت أسيرة للمستكبرين " ويضيف : " لأن بلاد الحجاز أصبحت ضحية للوهابية ، والعراق محتلة من الكفرة والمغتصبين ، فإن مدينة مشهد المقدسة وحدها يمكن أن تكون قبلة للمسلمين " وذلك في سياق الخطبة التي نقتلها وكالة فارس الإيرانية ، ونقلت صحيفة " الشرق الأوسط " اللندنية عن علم الهدى قوله : " إن مشهد يزورها سنويا 800 ألف زائر من الخارج وعشرين مليون من داخل إيران على مدار العام ، ولذلك فهي الأنسب لأن تكون قبلة للمسلمين جميعاً " وفي هذا القول ردة وتكذيب لله سبحانه وتعالى وآياته ، وإنكارٌ لركنين من أركان الإسلام الخمسة ، وهما ركن الصلاة والحج ، وقد قال الله في هذا وبنص صريح ، وبينّ أن أهل الكتاب يعلمون هذا ويجحدونه ، فقال عز وجل: " قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ " البقرة 144 ، وفرض الله عز وجل على كل مسلم حج البين لمن استطاع لهذا سبيلاً ، بل واثبت العلم الحديث أن هذه البقعة المباركة هي مركز الأرض وليس خط غرينتش .
وهذا يذكرنا بحقيقة أنهم لا يؤمنون بقبلتنا وأن لهم قبلة غير هذه القبلة التي اختارها الله سبحانه وتعالى من سابع سماء ، وذلك كما نقل المهتدي " د.حسين الموسوي " في كتابه " لله ثم للتاريخ " : " وفي جلسة خاصة لي مع الخميني ، قال لي : سيد حسين آن الأوان لتنفيذ وصايا الأئمة صلوات الله عليهم ، سنسفك دماء أهل النواصب ونقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم ، ولن نترك أحداً منهم يفلت من العقاب ، وستكون أموالهم خالصة لشيعة أهل البيت ، وسنمحو مكة والمدينة من وجه الأرض ، لأن هاتين المدينتين صارتا معقل الوهابيين ، ولا بد أن تكون كربلاء أرض الله المباركة المقدسة قبلة للناس في الصلاة ، وسنحقق بذلك حلم الأئمة عليهم السلام ، لقد قامت دولتنا التي جاهدنا سنوات طويلة من أجل إقامتها وما بقي إلا التنفيذ " ، وما تزامن كل هذه الأحداث مع بعضها ، إلا دلالة على مخطط بشع كان يزمع الرافضة القيام به ، وفي موسم الحج هذا ، وأنهم كانوا بصدد ارتكاب جريمة كان من المقرر لها أن تحدث ، ويتم من خلالها إراقة دماء الحجاج كما جاء في فلمهم ، والانتقام من أهل قريش كما نسبوا من أحاديث لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليظهر مهديهم المزعوم فيملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً ، من خلال الانتقام من المسلمين وإبادتهم جميعاً وفي موسم الحج ، لولا لطف الله عز وجل الذي رد كيد الحوثيين إلى نحورهم وردهم عن أرض الجزيرة ، وحمى الله بيته الحرام من شرور المفسدين في الأرض ، فقد هلك خميني وهو يحلم بسفك دماء المسلمين ونقل القبلة إلى كربلاء ، وسيهلك خامنئي بإذن الله وهو يحلم بتلطيخ أستار الكعبة بدماء الحجاج وأهل قريش ونقل القبلة إلى مشهد ، وأما البيت الحرام فله رب يحميه ، وستذهب مؤامراتهم أدراج الرياح .
وأنا لن أقول لكم أن تعودوا إلى حظيرة الإسلام من جديد ، فإن علمائنا قالوا قولتهم فيكم سابقاً ، وأمر شذوذكم وانحراف عقيدتكم ، عقيدة الأساطير والخرافات ، واضحة لكل عاقل ، لا يحب إلا في الله ولا يبغض إلا في الله ، ولكنني سأدعوكم لأن تبحثوا لكم عن قبلة أخرى ، غير كربلاء أو مشهد ، وأحبذ لو أنكم تفكرون هذه المرة وبشكل جدي أن تكون على سطح القمر أو سطح المريخ ، فعلى الأرض لن تكون لكم بإذن الله لا قبلة ولا دولة ، ووجودكم مرتهن بوجود المحتل ومعه بإذن الله ستخرجون أذلة صاغرين ، وستعود إيران لحظيرة الإسلام من جديد كما كانت ، فمن دعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يمزق ملكه فلن تقوم له أية قائمة ، فحبل الله قطع عنكم لردتكم واتخاذكم آيات الله هزواً ، وحبال الناس وغيرها لن تغني عنكم من الله شيئاً ، وما مثلكم في هذا إلا كمثل يهود الذين قال الله فيهم : " ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ " آل عمران 112 .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين
التعليقات (0)