مواضيع اليوم

قبلة بلا خسائر...

علي مغازي

2010-10-16 00:59:46

0

 

 قبلة بلا خسائر...

كتابات مبللة: بقلم/ علي مغازي



 

 

 

 

 

 

 

قبلة          

 قبلة طارئة من رجل طارئ

  جير وشيتي

قبلة لا تنسفُ طلاء شفاه مثلها كمثل برتقالة بلاستيكية، لا تذبل ولا تتعفن، لكن لا روح فيها ولا لب لها.


طلاء شفاه لا تزيله القبلات. عبارة دعائية لا تؤكد وظيفة شفاه السيدات الجميلات فحسب، بل تضمن أداء هذه الوظيفة من دون آثار جانبية ودون خسائر.

السيدات اللواتي يهرعن إلى محلات بيع مساحيق التجميل يعتبرن هذا الاكتشاف مثيرا ورائعا، ويشكرن كثيرا شركة (لب إنك) التي أنقذتهن من جملة مواقف كنّ سيتعرضن لها مستقبلا لولا هذا الطلاء العجيب البالغ الرواج في أسواق التجميل ذات المنافسة الشديدة والمداخيل الخيالية.
السيدةX تستعمل هذا الطلاء وهي لا تنصح به إلا صديقاتها المقربات، وهي واثقة من جهل زملائها في العمل لثقافة التجميل؛ فهم حسب ظنها غير قادرين على التمييز بين مختلف أنواع المساحيق والطلاءات. لهذا فهي مطمئنة. إن مركزها الاجتماعي يجعلها تتفادى أن توصف بأنها معرضة في كل لحظة لقبلة طارئة من رجل طارئ أو معين. ولا شك أنها كذلك بالفعل..
أنا لا أدعي أبدا أنني أتمتع عكس زملاء السيدة X L بثقافة عالية في هذا المجال الزاخر بالألوان الباردة والحارة، الضاجة والهادئة، الفصيحة والمتلعثمة، الفاترة والبالغة درجة الغليان، الحمراء وما تحت الحمراء، وفوق البنفسجية.. فوق السترة البنفسجية، والحداثة وما قبل الحداثة وما بعدها، والوحشية والبنيوية وسرير السنونو، والتسريحة الغلامية والجسد الأفعوي وشعر اللبؤة... أنا لا علم لي بكل هذا. لذا أجدني أكتب عن السيدة XX Large لمجرد أنها سيدة مفترضة؛ من خلالها يمكن أن أحكم حكما غير جائر على كل السيدات المبهورات بما روجت له شركة (لب إنك) وأتهمهن بخيانة بعولهن إذا كن ذوات بعول، وبخيانة عشاقهن إذا كان لهن عشاق، وبخيانة مركزهن الاجتماعي، إذا كن مهيئات للخدمة العمومية إلى هذا الحدّ...
أتهمهن وأطعن في ذوقهن، فقبلة لا تنسفُ طلاء شفاه مثلها كمثل برتقالة بلاستيكية، لا تذبل ولا تتعفن، لكن لا روح فيها ولا لب لها.

 علي مغازي/الجزائر نيوز

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات