قبسات نورانية من مدرسة القبس
من وحي الاجتماع الثالث لرؤساء اقسام العلاقات العامة وادارتهم العامة في وزارة التربية والتعليم العالي /فلسطين
1/طولكرم الرابط /awni.elaphblog.com/posts.aspx
2/جنوب الخليل الرابط /awni.elaphblog.com/posts.aspx
3/رام الله .......أ" مدرسة القبس للمكفوفين"
كتبها :عمر عبد الرحمن نمر قسم العلاقات العامة قباطية
اخراج وتنفيذ /عوني ظاهر قسم التقنيات التربوية والعلاقات العامة طوباس
تدخلها.. فتحس أنك في مصنع للقدرات، هنا تشكيل طاقة، وهنا صقلها.. وهناك تفجرها وتحولها لسلوكات وممارسات.. في مدرسة القبس.. أكفاء البصر، ولكن نور بصيرتهم يسعى بين أيديهم.. أطفال من الصف الأول الأساسي للصف العاشر الأساسي.. تحسبهم أطفالا بلا بصر، ولكنهم استطاعوا بوعيهم وقدراتهم التفوق على المبصرين..
تدخلها.. فتأخذك الرسومات الفلسطينية التراثية.. واللوحات الفنية التي تقتحم الطموح، لتصور فن مسيرة الفلسطيني في تاريخه.. صور تعبر عن النقاط بل المساحات المضيئة في فلسطين.. فيها سهل العطاء، وجبل الخير، ووادي الجمال، وتلة تنادي على القدس.. فيها أمل الأطفال، وأحلامهم..
تجلس في ساحتها المربعة.. فتقرأ بنت القبس.. شعرا ينير الدرب، تأخذك روعة القراءة، وجاذبيتها وهي تتحسس النقاط، والخطوط وتحيلها إلى أبجدية تنبت فيها كل معاني الإنسانية.. كل قيمها، ومثلها.. فكرها.. ووعيها.. تنسى أنها كفيفة.. لأن أشعة معانيها النورانية تجتاح القلوب.. وتنسى أن صديقها "بريل" علمها أن تقرأ من أسفل لأعلى، أو من أعلى لأسفل.. لا يهم ذلك.. المهم أنها تتواصل معك قافية، وموسيقا.. لحنا سرمديا.. يرقص العذارى.. ويثلج الصدور.. ويتأوه مع العشاق..
ما أعظم قدرتك ربي.. وهي تتجلى في البشر.. كيف استطاعوا صناعة حلقة للغناء والدبكة.. يتمايلون مع الموال.. بلباس فلسطيني جميل.. تأسرك ألوانه، كما تأسرك حركاتهم المتناسقة المتقنة.. والروح الجمالية في الأداء.. يذهبون يمنة كما العليل النسيم.. ويعودون يسرة بسرعة زخات المطر، يقفزون للأعلى للإمساك بفراشات المحبة.. ثم يفترشون الأرض.. ويستقرون في أمكنتهم تعبيرا عن عمق الجذور الممتدة في الأرض..
إنه العمل إذن، والهوية والانتماء، إنه الجد وحلاوة اللقاء.. إنه عذوبة العطاء.. تتيه جذلا وأنت تسمع اللحن الفلسطيني.. يخاطب نوارس الشاطئ.. ثم تسحرك آهاتهم.. وهم ينقلون هم الذات والمجموع إلى العالم باللغة الإنجليزية..
كم تمنينا نحن رؤساء أقسام العلاقات العامة في وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية.. أن نبقى أكثر مع هؤلاء الأطفال.. الذين يغنون للوطن.. فيكبر الوطن بهم.. ويمتد كالخنجر من البحر إلى البحر.. ومن الماء إلى الماء..
كم أسعدنا لقاؤهم.. ولقاء معلماتهم.. ولقاء مديرة المدرسة أ.سهى عفونة.. وكم كان حبنا.. وتقديرنا يظهر على وجوهنا.. لهؤلاء الذين سهروا الليل، ووصلوه مع النهار جهدا وعملا.. في تعليم هؤلاء الورود..
خرجنا من المدرسة، والبسمة على شفاهنا.. ونفخر بأن في فلسطين مكانا لورود كادت أن تذبل.. ولكنها تفتحت، وتفتحت، وملأ أريجها، وعبقها أجزاء النص بأكمله.
التعليقات (0)