تمثل ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) امتداداً لدعوة النبي (صلى الله عليه وأله وسلم) وهي أهم حلقة في تاريخ الإسلام وتمثل أروع ما عرفته البشرية من بطولات واصدق ما أثبتته الحوادث من الجهاد في سبيل إعلاء كلمة الحق ، إن حادثة ألطف هي مأساة حقيقية للأمة وفاجعة الإسلام الكبرى والحديث عنها حديث الشجون والعبرات ، أنها مدرسة العبر والشواهد ، لقد جسدت كلمة الحسين (عليه السلام) في قلوب الأحرار وقلوب الثائرين رموز العدل والحق والثبات والشموخ وأصبح أعداؤهم رمزاً للرذيلة والانحطاط وظلمات الجاهلية ، ومثلت ثورة الحسين (عليه السلام) ثلاثة اتجاهات الاتجاه الأول: أكمالا لدعوة الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) ومحاربته كفار قريش (إي الكفر الظاهر ) وقد تجلى ذلك جليا بقوله (عليه السلام) في معركة الخندق (ضربة علي تعادل عبادة الثقلين) إي تثبيت الإسلام وأركانه ، والاتجاه الثاني : محاربة (الكفر المقنع ) والمتمثل بالطغاة والظلمة والمحسوبين على الإسلام ،وما ثورة الحسين (عليه السلام) إلا الشرارة الأولى لثورات لاحقه وبذلك فأن ثورة الحسين ودم الشهداء وأهل بيته (عليهم السلام) تامين على الإسلام ، أما الاتجاه الثالث : يتمثل بشقين الأول :حفظ خط الإمامة من خلال مرض الإمام زين العابدين فكان قول يزيد (اقتلوهم ولا تبقوا لهذا البيت باقية) والشق الثاني: من هذا الاتجاه البعد الإعلامي والمتمثل بدور بطلة الطف السيدة زينب (عليها السلام) وخطبتها البليغة في حضرة الطغاة فضلاً عن المجالس الحسينية والأدب الحسيني والشعائر الشريفة في عقيدة الإسلام وثقافة المسلمين إلى يومنا هذا ، فلو كان الإمام الحسين (عليه السلام) قد بايع يزيد لاعطاوه الشرعية لكنه فضل القضية إلى حد الشهادة لعودة الإسلام إلى مساره الصحيح بعد الضعف والهزل ، وعلى الرغم من معرفة الإمام الحسين (عليه السلام) من غدر وخيانة هؤلاء إلا أن هذه المظلوميه قد أعطته التحشيد اللازم . لقد اقبل الحسين (عليه السلام) وثلة من أصحابة على الله مقبلين غير مدبرين متجهين بكل مشاعرهم وقد ملك الإيمان قلوبهم ، وتجسدت المسؤولية الملقاة على عاتقهم إمام أعينهم فهانت عليهم الدنيا لعظم الهدف فلم يشغلهم شاغل إلا انتصار الحق وقد وصفهم الإمام الصادق (عليه السلام) بقوله(أن أصحاب جدي الحسين كانوا لايحسون بألم الحديد) .
لقد بقى يوم الحسين (عليه السلام) تهتز له عروش الظالمين وتهوي بصرخته المدوية تيجان المستبدين وبقي الحسين وسيرته الخالدة سيرة البطولة والفداء سيرة التضحية والعقيدة والعزة والكرامة ، فقد كتب بدمه المسفوح أسمى معاني التضحية في سبيل نصرة الحق وإقامة العدل .
وبقي مواقف العقيلة زينب (عليها السلام) المثل الأعلى لرمز الحق ومثال الفضيلة وقد طبع آل علي بن أبي طالب (عليهم السلام) على الصدق كأنهم لايعرفون غيره وفطروا على الحق فلا يتخطونه لقد كانت مواقفها بين أمراء الظلم أمثولة العسف والجور فسلام الله عليك ياابا عبد الله واشهد انك كنت نوراً في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة لم تنجسك الجاهلية بانجاسها ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها واشهد انك من دعائم الدين وأركان المسلمين والسلام على الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك ورحمة الله وبركاته .
http://beladitoday.com/index.php?aa=news&id22=24297
التعليقات (0)