منقوووول
تشكل ارتريا منذ قديم الزمان حلقة اتصال تجاري وحضاري بين افريقيا وشبه الجزيرة العربية .
ومعلوم أن هذا الموقع الاستراتيجي شكل لإرتريا منذ قديم الزمان منطقة جذب للهجرات البشرية التي أثمرت التصاهر والتماذج الحالي لسكان ارتريا وعبرها انتشر الاسلام في شرق افريقيا حتى از دهرت ولايات اسلامية عربية في دهلك والشواطئ الإرترية في القرن الثامن الميلادي وذلك عن طريق (عدوليس) و(باضع) والمؤرخون لحركة شعوب وأمم المنطقة متفقون على أنّ أقاليم إرتريا الحالية قد تعرضت لهجرات متلاحقة لقبائل إفريقية قادمة من ضفاف أعالي النيل ، وقبائل حامية وكوشية قادمة من شمال السودان ، وأخرى قادمة من جنوب الجزيرة العربية من قبائل سبأ وحمير الساميتين كما هاجرت إليها العشائر العربية من الجزيرة العربية بعد ظهور الإسلام ، وكان آخرها قبيلة الرشايدة في القرن التاسع عشر.والقبائل الاريترية العربية هي كالأتي....
قبيلة بني عامر :
البني عامر من أقدم الاجناس في الوطن العربي وهم من أقدم الشعوب العربية التي هاجرت إلى افريقيا وتجد البعض منها في تونس والجزائر والمغرب وارتريا والسودان واجزاء متفرقة من جمهورية مصر العربية.
قبيلة البني عامر هم من امهر الرعاة ويعتمدون على رعي الأغنام والابقار والجمال والقليل منهم يقومون بالزراعة ولهم حياة تجارية منظمة.
البني عامر من القبائل التي لها ثقافات وحضارات اسلامية وهم عبارة عن تجمع قبلي يجمع قبائل كثيرة عربية أصيلة هاجرت في أزمان متفرقة من الجزيرة العربية واجتمعت هناك على اسم "عامر" وهو "ملك" يرجع بنسبه إلى قبائل "حمير" في اليمن وبعد ذلك أصبح هذا الاتحاد منظماً وله قيادة تتمثل في ناظر عموم قبائل الـبني عامر وتحدث شقير عن مملكة البني عامر في الصحراء الشرقية بين البحر الاحمر وخور بركة شرقا وغربا وبين عقيق وبلاد الحبشة شمالا وجنوبا ولهجة البني عامر اللغة العربية وتعد من اقدم اللهجات وأهم عموديات بني عامر هي، بلو،بلين، أسفدة، ألمدة،نابتب،حضارب،عد شيخ،عد معلم،ماريا،سبدرات،بيت قريش،سب لعاليت،بيت جوك،بيت معلا،رقبات، أفلندة وعد إبراهيم وسنتحدث عن كل هذه القبائل وغيرها علي حده وبتفصيل أكثر حال توفر المراجع.
قبائل الاساورتا :
قبائل عربية هاشمية تنتسب الي عمر أساور الذي هاجر من الحجاز الى الحبشة وينتهي نسبه الي الحسين بن علي ابن ابي طالب كرم الله وجهه وتنتشر قبائل الأساورتا الي الجنوب والجنوب الشرقي من اريتريا وتحديدا حول مدينة عدي قيح وكذلك توجد تجمعات لهم في أجزاء اخري من اريتريا وهى قبائل رعوية فى الغالب والقليل منهم يمارس الزراعة فوق التلال وخاصة الذرة-( والدخن) وهى محاصيل سريعة النضج وبدأ بعضهم يتحول من حياة البدو الرعاة الرحل الى حياة المزارعين المستقرين ويمارس حياة زراعية متحضرة كما هو فى جبل سويرا و الاساورتا تجدهم فى تلال عقمبوسا وعقمده وتلال قندع وبين نهرى حداث وسالما وبين التلال السفحية التى تلف سهل ونقبو شرقا والسفح الجنوبى لجبل سويرا ونهر دنديرو الاعلى وعند نهرى اندلى ورنداكوما وحتى حدود سهل الدناكل وفى جبال الامبادبرا وجبل سويرا وفى صنعفى وعدقيح وفى افتا وزولا وحرقيقو دخنو)( ومصوع وفى السهل الغربى لخليج زولا وفى اقصى جنوب خليج زولا ارافلى)( الى التلال السفحية والحافة الغربية من الهضبة الوسطيوبعضهم يتنقلون بين ساحل البحر الاحمر والجبال الشرقية فى اكلى غوزاى وبعضهم يتحرك موسميا عبر الهضبة الى مراعى اكلى غوزاى والسراى المنخفضة وبعضهم يتنقلون بين ساحل البحر الاحمر والجبال الشرقية فى اكلى غوزاى وبعضهم يتحرك موسميا عبر الهضبة الى مراعى اكلى غوزاى والسراى المنخفضة وفى فترات حرب الابادة ابان الاستعمار الاثيوبى هاجرة مجموعات كبيرة من الاساورتا الي السودان وبالرغم ان لغة الساهو تصنف كالغة حامية الا ان معظم قبائل الساهو تنحدر من اصول عربية واهم قبائل الأساورتة هي :قبيلة فقرتو عري ،بيت ليليش ، بيت فقيه ، عسكري ، ارس ابوسا ، عساليسان ، سر معري ، بالاضافة الى القبائل الاخرى التي تنتسب الى الاساورتا وترتبط بها اداريا وهي : حسبت عري ، ادة ، بردوتا ، ريزه مرا ، حجي ابكر ، وهذه القبائل تم تثبيتها في شجرة قبائل الاساورتا ، ويرجع تسميتها بالاساورتا الى جدهم عمر اساور اذ
كان يلبس اساور من الفضة في ذراعيه وبذلك لقب بعمر اساور
وهو ( عمراساور بن الفقيه مسعود بن عمار لمع بن يوسف ابن ابراهيم ابن موسى الدمرجد ابن سلمان ابن قاسم ابو نورين ابن عبدالله ابن محمد ابن سليمان ابن اسحاق ابن اسماعيل ابن موسى الماجدي ابن محمد ابن يعقوب ابن محسن ابن محمد ابن جعفر ابن علي الهادي ابن محمد الجواد ابن علي الرضا ابن موسى الكاظم ابن جعفر الصادق ابن محمد الباقر ابن علي بن زين العابدين ابن الحسين ابن علي بن ابي طالب كرم الله وجهه )
قبائل الحباب :
ويقال لهم في كتب مؤرخي العرب (الأصحاب) وهم لفيف من قبائل يمنية عبرت الشاطيء الشرقي، وجماعات من أمم التيجري ترأسهم عائلة من نسل (الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب (عبد العُزّي) بن عبد المطلب). والفضل هو أحد شعراء بني هاشم المشهورين وفصحائهم وكان شديد السواد، وتفتخر العرب بالسمار والسواد، وهو القائل:
وأنا الأخضر من يعرفني ـــ أخضر الجلدة في بيت العرب
وكان رئيس الحباب يستمد سلطته من ملك الحبشة، وهو الذي ينعم عليه بلقب (كنتيباي) ورتبة (بحر نجاسي) ومعناها ملك البحر. وفي عام 1898م دخل كنتيباي محمود بن حامد هو ومن أطاعه من قبيلته (السودان) من قرورة وعاش معززاً مكرماً حتي وفاته حيث خلفه ابنه التقي الورع كنتيباي حسن بن محمود. لقد سجل آل كنتيباي تاريخا ناصعا ضد الاستعمار بكل أشكاله حيث وقفوا وقفة مشرفة مع المهدية ضد المستعمرين بمختلف جنسياتهم أيام تواجد الأمير أبو قرجة في شرق (السودان) فسمي أحد أبنائه علي زعيمهم. ويشترط في نظارة وعموديات الحباب أن يكون الرئيس من عائلة أسقدي بئمنت القرشية. وتفرعت من الحباب ثلاث قبائل هي (بيت بحايلاي) و (عد تكليس) و(عد تماريام).
قبيلة الرشايدة :
الرشايده هم اقربا البدو في المملكة العربية السعوديه, والذين هاجرو من شبه الجزيرة العربية قبل 150 سنه. الكثير منهم ايضا يعيش في اريتريا, وهم يكونون نسبة خمسة بالمئه من سكان اريتريا البالغ تعداده ثلاثة ملايين وسبعمئة وخمسون الف شخص. تعدادهم بالسودان حوالي 68000 نسمه, ويعيش اغلبهم في الجزء الشمالي الشرقي من السودان في ضواحي كسلا, والتي تعتبر من المناطق السياحية بالسودان, ابناء الرشايده يعيشون بالخيام المصنوعة من صوف الماعز. وهم في الاساس يقومون برعي وتربية الاغنام.
واغلبهم اميون , يحفضون غيبا سجلات مفصلة لسلالات حيوانتهم لاكثر من سبعة اجيال. وهم عادة يهتمون بسلالة الامهات فقط.
بالاضافة الى ذلك يكسبون قوتهم ايضا من بيع المجوهرات التي تقوم النساء المحتشمات بصناعتها في سوق كسلا والذي يعد من افضل اسواق السودان ويعرض فيه العديد من افضل السلع مثل الفواكه وغيرها.
الجبرته :
تاريخ وجيز لقومية الجبرتة
مقدمة :-
لما بعث الله سبحانه وتعالى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم رسولا للعالمين قبل أكثر من أربعة عشر قرنا ليدعو الناس إلى الإسلام الذي ينضوي تحت لوائه في عصرنا الحاضر واحد بليون ونصف مسلم , تحمل نبينا محمد (ص) هذه الرسالة وبدأ يدعو قومه بأرض الحجاز إلى الإسلام فتصدى له قومه إلا نفر قليل استجاب لهذه الدعوة . في هذا الوقت العصيب كان الشعب الجبرتى بأرض الحبشة من أوائل من استجابة للدعوة وأمن بربه وأيد هذا الدين وذالك عندما وصلته رسالة الإسلام من قبل القرشين الذين هاجروا إلى أرضه فكان بحق درعا لرسالة رسولنا محمد (ص) وملجأ لعقيدته . وعندما أرادت مشية الله أن ينتشر هذا الدين في جميع أنحاء العالم ,
يثبت التاريخ بأن الشعب الجبرتى إيمانا منه بعظمه هذه الرسالة أخذ يساهم بقلب صادق وعقيدة راسخة في نشر هذا الدين . ويشهد التاريخ أن الشعب الجبرتى كان يهيمن علي أوسع رقعة من أرض الحبشة ضمن الإمارات السبعة وكان له وكان له عدا كثيرا من الجنود . وقد ناضل هذا الشعب نضالا مريرا من أجل نشر الإسلام وحقق نجاحات كبيرة في هذا المجال . وعلاوة على ذالك يشهد التاريخ بأنه نظرا للصراع العنيف الذي كان يدور بين الديانتين الإسلامية والمسيحية في أرض الحبشة منذ عهد الحطات (ملوك مسيحين ) وحتى وقت قريب فقد تعرض الشعب الجبرتى ولا يزال يتعرض إلى الاضطهاد والتعسف والإكراه فضلا عن المحاولات الدؤوبة لطمس هويته .
وهذا لم ينحصر حدوثه في أثيوبيا فحسب بل تغلغلت جذوره إلي إريتريا حيث كانت ولا تزال تمارس الممارسات التعصبية تظهر جليا للجميع .
إن البلدان التي تعرف حاليا بإريتريا وأثيوبيا والصومال وكذا السودان لم يطلق عليهم هذه الأسماء المميزة إلا منذ حوالي مائة عام , وكانت من قبل تعتبر أرضا واحدة تسمى أرض الحبشة, وعليه فإننا مضطرون للعيش ضمن الحدود التي رسمتها الدول الأجنبية ومع ذالك فان التعايش السلمي والاحترام المتبادل بين الجيران سواء في محيط البلدة أو الوطن أو المنطقة أمر ضروري . وهذا لا يعني بالضرورة أن يكون علي حساب كرامة الإنسان وعرضه واسمه . بل ينبغي أن تصان كرامة وحقوق الأفراد والجمعيات والقوميات وتتحقق المساواة ويسود العدل مع قيام كل فرد بواجبه . صحيح أنه قد تسعى دولة لتطغى علي أخرى كما أن قومية تحاول أن تستعلي علي أخرى بل يتعدى الأمر إلى أخطر من ذالك حينما تستخدم شتى الوسائل لسلب حقوق الأخريين والتعتيم على دورهم وقهرهم ثم إزالتهم من الوجود نهائيا .
هذا وقد أصبحت هذه الأمور مألوفة في هذا العصر الذي نعايشه وبالتالي يتعين على المرء أن يناضل من أجل إثبات كيانه متسلحا بالشجاعة والإقدام والأناة .
وفي الختام أود أن أذكر بأنه سبق أن قام كتاب عديدون من الغربيين والعرب بالكتابة عن تاريخ الجبرتة أو أرض الحبشة ولكن مؤلفاتهم كانت بعيدة عن الموضوعية وتكتنفها الأهواء والأغراض . فأما هذا الكتيب الموجز فلم ينأ عن الحقيقة المدعمة بالأدلة . ودون أدنى شك سيجد فيه الجبرتى بصفة خاصة ما يمهد لهم الطريق إلى معرفة هويتهم .
د. ياسين محمد أبره
التعليقات (0)