مواضيع اليوم

قايضونا الامن بالحرية

علي جاسم

2012-06-02 10:54:01

0

 بسم الله الرحمن الرحيم

 

( قايضونا .... الأمن بالحرية )

 

إن من المعروف على مر التاريخ ومنذ ظهور ألدوله كتجمع سياسي يؤسس كيانا ذا اختصاص سيادي إن من وظائفها تحقيق مبدأ الأمان والاستقرار أي حفظ الأمن والنظام في الدولة والإفراد معاً , ومن جهة أخرى فإن من الحقوق الطبيعية للإفراد حق الحرية وحق الكرامة الإنسانية, وهي حقوق طبيعيه منحتها إياه الطبيعة وهي ليست بحقوق مكتسبه  متحولة مع الزمن و لا يمكن لأحد التصرف بها كسلبها أو التخلي عنها أو استبدالها فهي  على علاقة قوية بالحقوق الإنسانية، وتعتبر هذه الحقوق حقوق أبدية ولايمكن لسلطة بشرية التدخل فيها.

 

وتعتبر الحقوق الطبيعية السالفة الذكر سقفا ومنبعا للدستور الحديث فهو ينطلق منها ويحميها ويُبطل أي قانون يعارضها. فيعمل وفق مجموعة من القوانين والتشريعات السياسية التي تروم تحقيق الأمن والحرية والتعايش السلمي.

 

ولكننا نرى في وقتنا الحاضر ما لا يتفق مع هذه المبادئ إطلاقا بل إننا نرى أنها قد تعرضت لاكتساح سافر واعتداءات مشينه تعلقت بروح النصوص وجوهرها من قبل الدول وأنظمتها والأشخاص العاملين عليها , فتطاولت عليها تبديلا وتحريفا وتفسيرا وخلقت تناقضات جمه بين هذه المبادئ خدمة لمصالحها المشبوهة وحماية لغيلانها المستشرين في الفساد والعابثين بمقدرات البلاد وقوت العباد .

واستخفافا بعقول البشر تمادى طغيانا نفر من هؤولاء في مقايضة حقوق الشعب الطبيعية في الكرامة الإنسانية والحرية والعدالة بواجبات الدولة الأساسية والتي تعتبر من بديهيات قيام الدول وتقدمها وازدهار الامم ونمائها .

فأصبحوا (وهم يمثلون الدولة) يسلبون البشر حقهم بالكرامة والحرية تحت ستار توفير الأمن والاستقرار وصيروا واجب ألدوله الأساسي في حفظ الأمن والنظام إلى منة من الدولة على الأفراد فلا توفر الدولة الأمان والاستقرار إذا تمتع الشعب بالحرية والكرامة ومن يطالب بهما فقد كفر واعتبر من المخربين العابثين بأمن الوطن واستقراره وعملوا على زرع هذه الفكرة وترسيخها في عقول من لا يملك الوعي الكافي في واجبات ألدوله وحقوق الشعب حتى يتمكنوا من تنفيذ ما في رؤوسهم القذرة من أجندات خطيرة ومخططات مدمرة للوطن وأبنائه  وبان يستبيحوا عرض الوطن ويهتكون ستره في ليل السرقة والفساد دون حسيب ولا رقيب   .

 

وإنني هنا أقول لأبناء وطننا العزيز من الغيارى المخلصين لترابه باني كلي أمل بان من بيننا الأشخاص المدركين الواعين المثقفين المتمتعين بالنظرة الثاقبة والضمير الحي ممن سيقفون صفا واحدا لمن يحاول إن يخلق الفتنه ليجعل منا طرفين متناقضين, احدهما طامح للأمن والاستقرار دون حرية أو كرامة والآخر قابع خلف القضبان لمطالبته بحق من حقوقه الطبيعة فوضع في مصاف المتربصين بالوطن العابثين بأمنه .. فالحرية والكرامة لا تطلب ولا تستجدى فهي حق ثابت يولد مع الإنسان ولا يموت معه .. فهباء هو العيش بغير كرامة و حرية وعدالة سلبت منا بحجة الأمـــن والاســـــتقرار.

 

فكما قال الشاعر :

 فاما حياة تسر الصـــــــديق      واما ممات يغيض العدى

ارى مقتلي دون حقي السليب     ودون بلادي هو المبتغى

 

علي سالم الجبور 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات