هناك قوانين تحكم البشرية مذ خُلقت منها تكوينية ومنها تشريعية فالتكوينية ليس للإنسان قدرة على استبدالها لكنه استغل بعضها تدريجياً ومن ذلك كل الموجودات المادية في الكون وما سخر الخالق للإنسان من خصائص موجودة في المواد التي تحكمها القوانين الفيزيائية والكيمائية والإحيائية حيث استطاع بنو البشر بالتدريج ومن خلال الحسابات والمعادلات الرياضية وبالتجربة من التقدم و إحداث قفزات علمية كبيرة سخر من خلالها المادة حتى خرج بها من فضاء الأرض وحتى استطاع أن يخاطب من في مشرقها من في مغربها,
غير أن هذا التطور ازداد أيضا باطراد مع تطور وسائل القمع والتشريد ووسائل قتل الإنسان لأخيه الإنسان ولربما ما مر ويمر علينا من أحداث وخصوصا في القرن الماضي من مجازر دموية وحروب بشعة استخدمت بها الآلة المتطورة لهو خير دليل , وما ينتظر البشرية من مصير مجهول إذا ما أستخدمت أهم الابتكارات الحربية وهي القنابل النووية.
وفي المقابل من هذا التطور وكردة فعل تجاه الصدمات التي رافقت مسيرة الإنسانية تطورت القوانين لحفظ حقوق الإنسان لكنها لم تصل إلى المستوى الذي يؤسس لعدالة تقوم عليها حياة بني البشر فبقيت محكومة بميزان القوى العالمي وكأن تلك القرى والمدن القديمة بما كانت تعيش من عبودية واسترقاق ونتيجة التطور التقني والتكنلوجي اصبحت قرية واحدة يحكمها نظام عالمي لم يتطور من جهة التشريعات ففرعون الذي كان يستضعف طائفة أصبح اليوم قوى استكبار عالمي تقسم بني البشر إلى دول عالم أول وثان وثالث . وتتحكم بمصيرها وبقراراتها عبر الفيتو الدولي وكأنها تقول أنا ربكم الأعلى .. نعم قانون العبودية وانتهاك الإنسان واستضعاف فئة وترفيه فئة أخرى يدل على أن البشرية لم تتطور في مجال التشريع والسبب أن النزعات النفسانية داخل البشر هي عينها منذ آدم وقضية ولديه فالتحاسد موجود داخل النفس الإنسانية.
وهنا يبقى قانون التشريد والتطريد الفرعوني وان اختلفت السبل فإذ يتشرد موسى من فرعون مصر كونه يحمل رسالة الإصلاح والسلام والحرية يتشرد النبي الخاتم صلى الله عليه واله وصحبه من قومه كونه يحمل رسالة إلى الناس كافة, وأول ما يخبر به النبي صلى الله عليه واله أن قومه سيخرجونه وأنه ما أتى رجل بمثل ما أوتيت إلا أُخرج أو أوذي ذكر المحقق الصرخي الحسني هذا في محاضرات "السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد " في سلسلة محاضرات كمعالجة لواقع مرير تعيشه الأمة من قتل وتهجير وإرهاب وابتعاد عن رسالة الإسلام ونهجه القويم وتسلط المفسدين والكهنوتيات التابعة لقوى الاستكبار الفرعوني العالمي , وكمشروع رسالي وتطبيق موضوعي لتلك الحال التي أخبر بها ورقة بن نوفل النبي صلى الله عليه واله وكسنة تاريخية إلهية وكحالة لبقاء الحسد وبقاء روح التسلط استخدمت كل السبل لغرض التشريد والتطريد لمرجعية السيد الصرخي الحسني حيث يحمل المرجع المحقق رسالة قومها تصحيح مسار العقل الإنساني باتجاه احترام حقوق الإنسان و خصوصا مجتمعنا الإسلامي الذي تسحقه الطائفية و تستغله القوى العالمية الكبرى أبشع استغلال.
عبد الاله الراشدي .
المرجع الصرخي : قال ورقة بن نوفل لم يأت رجل بمثل ما أوتي رسول الله إلا عوديَ وأوذي
https://goo.gl/Y6YCt6
التعليقات (0)