وإذا كان رد الفعل السلبي أو الإيجابي ، لاحقا لنشرها ، فكيف يكون رد الفعل سلبيا عليها ، قبل نشرها ؟؟!!
أليس التساؤل مشروعا ؟؟
لقد بدأ الإعلام الأمريكي الرسمي وغير الرسمي ، يهاجمها ، ويحذر من أخطارها ، ويتباكى على أشخاص قد يصيبهم أذى من وراء ذلك ، كما بدأت تمهّد لحفظ ماء وجهها ، إزاء الفضائح التي ستنشرها الوثائق ..
وهنا لا بد من التنويه ، إلى أن الإدارة الأمريكية ، تعرف تماما الأفعال والجرائم التي ارتكبتها ، وما زالت ترتكبها يوميا بحق شعوب العالم ، وتعرف مسبقا ، كم من الحرج سيسببه لها نشر الغسيل على أسلاك الشبكة العالمية ، لتصبح في متناول الجميع ..
أي ستصبح الفضيحة " فضيحة بجلاجل " ..
أمريكا ، إذن ، لا تخجل من ارتكاب الجرائم ، وافتعال المؤامرات والدسائس ، إنما تخجل من الفضيحة !!
ويا حرام كم ستحمرُّ خدود الوزيرة الشقراء السيدة كلينتون ، خجلا من أفعال إدارتها وجرائمها .. وكم ستشعر بالحرج على مشاعر أصدقاء حكومتها ، وعملائها ، ومأجوريها في العالم ، وكم ستحزن لو تضرر بعض الأشخاص أو تعرضت حياتهم للخطر ، بسبب " جريمة " نشر الوثائق إياها !! ..
وإذا كان الخجل هذا ، سيظهر احمرارا على خديْها الأتلعيْن ، فكيف ستظهر حمرة الخجل على وجه الوزيرة السابقة " السمراء " كونديليزا رايس ؟؟
هذا إذا كانت ـ بالأساس ـ تخجل ، أو عندها مشاعر " متخلفة " من هذا النوع " غير الحضاري " من المشاعر " البدائية " ..
وقد ارتكبت هي وإدارتها ورئيسها ما ارتكبوه على مدار ثماني سنوات ، من تنفيذهم لشعار : مَنْ ليس معنا ، فهو ضدنا ..
إنها من أكثر الإدارات إجراما في التاريخ الأمريكي ، منذ أن تأسست أمريكا على جثث مواطني سكان القارة الأصليين .. وإن كنت أجزم ، بأن جميع ، أقول : جميع الإدارات الأمريكية السابقة والحالية واللاحقة ، هي الأكثر إجراما بحق شعوب العالم قاطبة .. وسيسجل لها التاريخ ذلك ، بأحرف مكتوبة بالريش الذي تطاير من فوق رؤوس الهنود الحمر حين أبادوهم ، فيما يسمونه كذبًا وخداعًا " حرب التحرير " ..
وقد جاء رد الفعل الأمريكي ، اللاحق على النشر بما يشكل اعترافا صريحا بما ورد في هذه الوثائق ، على جسامته وخطورته ..
فالإدارة الأمريكية لم تنفِ ، ولم تكذب أي خبر ورد في الوثائق ، بل ، كررت نغمة التباكي ، وذرف دموع التماسيح ، والتحذير من المخاطر التي سيسببها إحراج حلفائها وأصدقائها ، بعد افتضاحهم ، وافتضاح تواطؤهم ، ومشاركتهم في التحريض والدس ، بما كشف المستور ، وأسقط ورقة التوت ، على مبدأ : من فمك ، أدينك ..
لقد نسي هؤلاء العملاء ، الذين يحالفون أمريكا ضد مصالحهم ومصالح أمتهم أنهم ممتهـَنون وصغار جدا ، في ميزان السياسة الأمريكية ، الذي يَعتبر أن :
أمنَ العالم قاطبة ، من أمن إسرائيل ..
فأين وجودهم ، ومكانتهم ، ودورهم ، وزعاماتهم ؟؟!!
إنهم يمتهنون العَمَالة فقط ، كي يكونوا أصحاب حظوة عند " أولبرايت ، وكوندي ، وهيلاري " .. وقد نالوا أجرهم منهن ، ولم يبق لهم من الحق على أمريكا ، سوى أن يحمرَّ خدّا السيدة هيلاري لأن الوثائق أحرجتهم ، وسوّدَت وجوههم ..
لكني أرى أن السيدة كلينتون مبالغة في انحراجها من أصدقائها ، لأنهم ، لا يبدو عليهم التأثر أو الانزعاج من كل تلك الآلاف المؤلفة من الوثائق ، ولو كانت كلها تدينهم بالدليل القاطع ..
وماذا يعني ذلك لها ؟؟!!
إن الإدانة تكون ذات قيمة فعلية ، إذا كان هناك من يسائل هؤلاء ، أو يحاكمهم ..
أما والحال هي ما نحن عليه ، فإن ( ستين ألف إدانة بخيط ) ..
قال ويكيليكس ، قال ..
وشو يعني ؟؟؟؟؟؟ " على قولة غوار الطوشة " ..
الثلاثاء ـ 30/11/2010
التعليقات (0)