قاعدة الزي والعفة
القيمة الحقيقية للإنسان لا تنحصر في قناعاته وإن كانت أشد وأولى بل تتجاوز حدود لا يمكن حصرها فالعقل المستنير والفعل والسلوك المسؤول وحرية الاختيار جميعها قيم يدافع عنها الإنسان ويقف بوجه من يحاول وأدها برمال التوهمات والخيالات والقواعد الغير مستساغة !.
أكثر شيء يشغل بال أمة اقرأ ومجتمع شعب الله المختار بالتحديد هو زي المرأة وعملها وخروجها ودخولها الخ فأمة اقرأ من مشرقها لمغربها ومجتمع شعب الله المختار يٌريد وفق ما يوافق هوى ذكوره لا وفق الضوابط الشرعية كما يزعمون , فالضوابط الشرعية المصطلح الأكثر شيوعاً واستخداماً عند شعب الله المختار تعني القول والتأويل الواحد الصادر من السلفية التقليدية الأثرية القابعة في زاوية إغفال وتهميش العقل وتقديم النقل وتقديسه الغافلة عن البحث والمراجعة الفقهية المستمرة , الضوابط الشرعية لو كانت شرعية كما يزعمون لما تغافلت عن أقوال وتأويلات أكثر رحمة وعدالة من غيرها ولتركت للآخرين حرية الاختيار دون تأثير ومن الاختيار اختيار المرأة زيها الذي تراه متوافقاً مع طبيعيتها وطريقة تفكيرها وحريتها وقيمتها الإنسانية , امة اقرأ ومجتمع شعب الله المختار تحديداً يربط العفة والشرف بالزي ربطٌ ينم عن عقلية ذكورية معتقله فكرياً محشوة بآراء و تنظيرات قدسها ذلك المجتمع وهي في الأصل غير مقدسة , العفة والشرف لا يمكن وضع علامة محددة له والا لأصبحت كل ساقطة تلبس الخمار وتختبيء خلف عباءة سوداء وتمارس السلوك الجنسي الغير سوي " الغير شرعي " شريفة وفقاً لقاعدة الزي والربط بينه وبين العفة ؟
قاعدة العفة والزي التي أبتكرها قدماء وطورها مجتمع شعب الله المختار وتناقلتها امة اقرأ ليست قاعدة ذهبية كما يتوهم أكثرية بنو " ذكر " بل هي قاعدة سوداء وناتج كوميديا فكرية وسلوكية أشد سواداً ليس كل امرأة أو فتاة اختارت زي يتناسب مع إيمانها الفكري والروحي والفقهي ويعارض قول وتأويل أخر متجذر في وصم نفسه بأنه الصحيح والأصح ساقطة أو فاسقة وليس من اختارت زي ينسجم مع التجذر الخيري والقول الصحيح عفيفة فالعفة والشرف سلوك والتمرد عليه له أسبابه النفسية والتربوية التي لا يمكن إغفالها بأي حالٍ من الأحوال .
العفة والشرف سلوك والزي ثقافة لها وعائها التاريخي والحضاري والربط بين الأمرين لا يمكن من الناحية العقلية فكيف بالناحية الواقعية , من حق أي شخص ممارسة حرياته ومعتقداته وفق ما يراه لكن ليس من حقه رمي الآخرين بتهم لمجرد الاختلاف معهم حول قضية معينة أو طريقة معينة , رمي المرأة والفتاة بتهمة البغاء والفسوق لمجرد اختيارها زي يتوافق مع إيمانها ووعيها جريمة تحدث وبشكل علني في المجتمعات التي يغلب عليها طابع الذكورية الحيوانية , فالذكورية عقلية امتلاكيه شهوانية تابعة للغير تنقل ولا تفكر تلك العقلية سبب بلاء امة اقرأ وشعب الله المختار غارقٌ في تلك العقلية إلى أٌذنيه ؟.
التعليقات (1)
1 - العفة عنوان
نوره شنار - 2015-08-26 06:35:28
عب الله المختار بالتحديد هو زي المرأة وعملها وخروجها ودخولها الخ \' هذه القاعدة المقننة للاسف احسن استاذي