قارون العصر الحديث ....وكل قارون

{تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ }هود49

{ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَآئِمٌ وَحَصِيدٌ }هود100

{إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ }القصص7
{فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ }القصص81 ....{وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ }القصص82
وكذلك يضرب الله الأمثال

إن لكل عصر قارون وأكثر من قارون ولكن القانون الإلهي وسنته في خلقه ثابتة لا تتغير ولا تتبدل ولكن أكثر الناس لا يؤمنون ولا يتفقهون لأنهم غفلوا عن سنة الله وأعمت أعينهم عروشهم وبهرهم بريق أموالهم وخدعتهم صلابة الخزائن ولا حتي خفاءها واختفاءها...لم نكن نري ولا نعلم حقيقة ما يشاع عن ثروات الحكام والتي نقبت عنها أيدى المنقبين وكشفتها أدوات المكتشفين ...إنها صورة لقارون العصر الحديث الذي حول خزائنه إلى حسابات لا يحملها حملة المفاتيح ولا تحتاج لقوة ولا بأس ولكنها أخطر من الخزائن الظاهرة التي يراها الناس ....كم كنا مخدوعين بالكلمات والخطب الرنانة والمظهر البريء لكل حاكم يتكلم عن الشفافية والوطنية وبيع الأوهام....هذا الزمن الجديد الذي فاق قارون فيه قارون الذي حكت عنه الآيات وكم كان المثل في القرآن معبرا عما سوف يأتي في كل عصر........ هكذا الدنيا بأحوالها وأمثالها وحكاياتها و({لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }يوسف111