كتبنا من قبل وفي نفس المكان "ايلاف" وبتاريخ 6/5/2009 تحت عنوان "الزباله والخنازير" المقال التالي :-
بمناسبه مولد الخنازير المنتصب الان في مصر تباري الكتاب والمسؤولين بل وكل من له ومن ليس له علي الاطلاق في ماراثون الاعلام المرئي والمسموع والمكتوب والالكتروني وحتي الحلازوني....كل يلحق مكان يعرض فيه بضاعته قبل ان ينفض المولد وكل واحد يروح لحاله كما نقول بالمصري.
والبعض تكلم عن الانفلونزا والبعض تكلم عن الخنازير والبعض تكلم عن الانفلونزا والخنازير معا ووسط هذا الخضم لم يتكلم احد عن الزبالين اصحاب الخنازير …........
لذلك سوف يكون حديثنا اليوم عن مجتمع الزبالين وهو المجتمع الذي لا يعرف احد عنه ش يئا سوي الصور التي عرضت في الجرائد وشاشات التلفاز او حتي بالشكل الذي نراه ي طرق ابوابنا كل الصباح لاخذ الزباله سواء كانت في كيس او فرط يفرغها في الزمبيل الذي يحمله علي ظهره ثم يفرغه في عربته الكارو ذات الحمار الواحد او الكبيره ذات الحمارين والتي يأتي بها صباحا ويعود مساء من حيث اتي
و مجتمع الزبالين هو المجتمع الوحيد الذي يقدم خدمات جليله للبلد دون ان يتزمر او يطالب الحكومه بمميزات او يقوم بوقفه احتجاجيه او اضراب او يكون له تنظيم سري مما نراه اصبح موضه هذه الايام وانما يعمل بلا كلل او ملل في صمت و دؤب حتي انهم بكل جداره نجحوا فيما فشلت فيه شركات النظافه العالميه العملاقه والتي اقتنصت الملايين من دولارات الحكومه للقيام بنفس عملهم ولكن فشلت فعادت الحكومه اليهم صاغره علي استحياء....
والزبالون وان كان الناس ينظرون اليهم نظره صغار واحتقار بل وتأفف من منظرهم ورائحتهم وان كانت تلك الرائحه هي حصيله ما جمعوه من منازل الناس الا ان الله سبحانه وتعالي عوضهم عن كل ذلك بأن زود اجسامهم بجهاز مناعه عجيب ضد الامراض يستحق الدراسه العلميه نحسدهم نحن عليه كلما ضربتنا الامراض واقعدتنا......
ومجتمع الزبالين اذا تركنا المعلمين الكبار او الحيتان المليارديرات وما لهم من علاقات برؤساء الاحياء ومديري الادارات الهندسيه بل وبمسؤولين كبار لان هذا يحتاج مقال منفصل مطول
ولكن سوف نغوص في قاع هذا المجتمع فهم يتوارثون المهنه ويورثونها لاولادهم وهم من يعملون لدي المعلمين الكبار الذين يأخذون امتياز الجمع من المناطق والاحياء ويعمل لديهم الفئه الاولي "الجميعه" من الرجال الزبالين للجمع منها بيت بيت وشقه شقه ويعودون الي مناطق التجميع او الساحات المملوكه للمعلمين يفرغون بها حمولتهم وينتهي عملهم هنا ليبدأ عمل الفئه الثانيه "الفريزه" وهم اسر الزبالين من الاطفال والنساء وكبار السن الذين يقومون بعمليه فرز يدويه
يتم خلالها تجميع الزجاج في كومه والحديد في كومه والبلاستيك في كومه …. وهكذا
ثم يتبقي بعد كل هذا بقايا الاطعمه والتي يحملونها معهم الي منازلهم كاطعمه للخنازير التي يربونها والتي يعد ثمن بيعها الحافز لهم للاستمرار في هذه المهنه خاصه وان العائد الذي يتحصلون عليه من عملهم جنيهات قليله لا تغني ولا تسمن من جوع........
اما اكوام المخلفات كالزجاج والحديد والبلاستيك والخشب فهي التي تشكل ثروه المعلمين الغير محاسبه ضريبيا والتي يبيعها المعلمون للمصانع لاعاده تدويرها مره اخري......
اما الزبال البسيط فيتحصل علي يوميه بسيطه ولا يوجد له تامين صحي او تامينات اجتماعيه او معاش او اي ضمان ولكن فقط الخنازير التي يربيها علي فضلات الاطعمه والتي بعد ذبح الخنازير لن تجد اي مكان تذهب اليه سوي ان تترك هكذا في العراء للتعفن والتحول الي مزرعه عظيمه للاوبئه التي سوف تنقلها الرياح الي داخل القاهره الكبري وعندها فقط سوف تتحسر الحكومه علي الخنازير التي كانت تلتهم كل اطنان بقايا
الماكولات التي يلقيها المصريون في القمامه بدون ان تكلفها شيئا....
وكغيره من المقالات التي تمتلئ بها الجرائد الالكترونيه والمدونات لم يقرؤه سوي مرتادي المدونات ولم يقرؤه أحد من الساده المسؤولين وانتهي …
لم تمر من الأيام سوي ثلاثه أشهر وامتلأت الجرائد الورقيه بشكوي الناس وصراخ الصحافيون من أكوام القمامه التي تراكمت في شوارع المحروسه والتي تنذر بعواقب وخيمه وانتشار الأوبئه بين الناس …
مصر بصفه عامه والقاهره بصفه خاصه لها خصوصيه فشلت شركات النظافه الأجنبيه في التعامل مع هذه الخصوصيه بعد أن جنت ملايين الدولارات من هذا البلد فالشعب المصري لم ولن يعتاد علي الاطلاق علي فرز قمامته الي فئات "هذا زجاج وهذا بلاستيك وهذا حديد" ولكن اعتاد أن يضع كل المخلفات في كيس واحد وربما في صفيحه وليس كيس وينتظر قدوم الزبال لتفريغها له…
وهذا الزبال لديه صبر أيوب فهو يطرق الباب كل الابواب دفعه واحده وينتظر من يفتح له ويأخذ الزباله أيا كانت ولا يذهب الا بعد أن يتأكد انه لم يترك شيئا وربما يمسح السلم ايضا …
وهذا الزبال يعمل لدي معلمين كبار حيتان مليارديرات يعطونه راتب لا يقبل به أي انسان ولكنه قبله وقبل بأن لا يكون له معاش ولا تأمينات ولا أي نوع من انواع الضمان .. فقط لأنه أخر اليوم يعود بكم كبير من بقايا الاطعمه التي جمعها من القمامه ويلقيها طعام للخنازير التي يملكها وعندما تكتمل النمو يبيعها الي جزارين متخصصين يذبحونها ويبيعون كل سنتيمتر من الذبيحه الي المصانع المختلفه التي تحولها الي منتجات كالصابون وأحذيه الجنود … الي أخره كما أسلفنا سابقا …
فثمن بيع الخنازير كانت الضمانه الوحيده للزبال علي الاطلاق ...
أما باقي القمامه والتي تباع بالملايين من حديد وبلاستيك وخلافه فهي ملك الحيتان الذين يعمل لديهم الزبالين …
واليوم بعد ذبح الخنازير تمرد الزبالون علي القروش القليله التي يتحصلون عليها من المعلمين الكبار ورفضوا المهنه وابتدؤا في تركها الي مهن اخري فبدأت أكوام القمامه في الظهور القبيح في الشوارع وبدأت الروائح الكريهه تذكم الأنوف وما هذا سوي البدايه .. أسراب الذباب الحامله للاوبئه تتكائر بكل همه ونشاط وهذا ما حذرنا منه سابقا …
فصبرا جميلا الأوبئه في الطريق ...
والأن السؤال الذي مللنا نحن من طرحه
ماذا ستفعلي ياحكومه ؟؟؟؟؟؟
مجدي المصري
التعليقات (0)