أعرف أنك لم تكلفِ نفسك عناء المرور هنا. لكن اقامتك في الذاكره تجرني جراً الى حيث كتبت اول كفري بك وخروجي على ملة النساء. هو موسم اللاكلام يزيد او يطول وينقص ، يصيب الكلمات بسوء وتتجمع فيه لفائف الورق العذريه بانتظار ليلة حب.
قليلة ليالي الحب تلك التي غادرت مخيلتي. وعقيمة كانت الليالي تلك التي نثرت فيها كلمات مستنفرة لتفض عذرية صفحات اوراقي التي فارقت مكتبي لما يقارب الشهرين. كنت اسحل الكلمات سحلا حتى قلبت تلك الصفحة التي سجلت فيها تاريخ ميلادك. أي سخرية واي قدر !
لا اعرف ، لا ادري ، واجهل اي سبب يجعل القدر متمسكا باذلالي الى هذا الحد! حتى ظننت انه عميل سري وجاسوس يعمل لصالحك اندس في كتبي ! سخر مني كعادته واخذ يشرب كأسا كنت قد ملئتها للتو واخذ يرقب قلمي بعد ان فُكَ عنه السحر بسر ذلك التاريخ. كنت انتقل بين انسياب الكلمات هنا وشهوتها وشبقها في استنشاقك مرة اخرى ، وهو كان منشغلا بإطلاعك على اخر ماجناه "قَدَرٌكِ" في حقي من جرم.
لا ادري تفسيرا لسر تمكنك من الاشياء ؟حتى صناعة القدر ولا ادري لماذا الان تحديدا ولماذا هنا بالضبط تكشفين عن اغوائك لقدري ؟ ولا ادري تفسيرا لاحتفالية تشكيل طينة القدر الذي يتواطيء مع اشتهائك في العزف على وتر الانتقام مني؟
أذكر جلسات قراءة الطالع وكل ساعة حب انتهت بارتشاف فنجان قهوة طمعا ان تطمس لمستك لقعر الفنجان معالم المستقبل الذي كنت اخشى ان تتطلع اليه عيناك. أتراه كان غيبا لم تلمسه يد قارئة الفنجان ذلك الذي تركنا على اطرافه العبقة بقهوة نافرة النهدين ؟ اقتحمها اقتحاما، اشمها ارتشفها واتبرك ببخورها مرة ، مرتين، ثلاثه!! لانتشي ببقايا القهوة على احمر الشفاه اللذي سرعان ما كان يتلاشىليحرق اخر مسافة تفصل بيننا!!
ترى أي الاماكن تحتويكِ وأي طير سعد وأي عين حاسد او كف شر او انف فضول من الاشكال اللاتي كنت تشيرين اليهن باصبعك في ثنايا فنجان بارد يتقلب كدولاب بين اصابعك منتشيا هو الاخر لاستحلاله كفاً يداعب القدر !!
"شوف ، شوف هنا هذا هو الراس اتراه ؟ اترى تلك العجوز؟"
اقترب متظاهرا بالنظر ! التصق بها التصاقا اشم عطرها اقترب من انفاسها ، يسقط الفنجان على قدمي.......
ايٌ من تلك الوجوه كان يتربص بعشقي لك ؟ وأيهما طعن ولعي اليك في الظهر ؟؟
كنت انصت اليك انصات الخاشع في محراب تلاوه . تجنبت كلما يجلب سوء الطالع. والعطر الذي اشتريته لك مازال هنا بقربي . لم اهده اليك خشية ان يبعد بيننا. لم اقبل عيونك ولاادري لماذا لكنك كنت تصرين ان القبلة في العين هي الاخرى تبعد المحب!
فعلت كل شيء وعلقت كل التمائم وقرأت كل التعاويذ التي كانت لتجعل منك رغبة ابديه! ولكن هانذا احمل مصباحي في البحث عنك في ذكرى كلمة "احبك" ، "اكرهك" ، "أريدك"
اتمسح بفنجان القهوة كل صباح. اغلق علي باب مكتبي لأبدء احتفالية البحث عنك في قعر فنجان مليء بالصور التي تطالعني من قعر قاتم يتكشف عن اكفٍٍ واصابع تشير الي. والى كثير من طرق السفر التي تنسل من بقايا قهوة الصباح المحصنة بتعويذة احبك لكنها لاتنتهي اليك. . . .
التعليقات (0)