قادة إيران ...يهرتلون

قادة إيران ...يهرتلون

بقلم صديق الحكيم

فاتحة القول :لايوجد لدي تفسير لهذا الكم الهائل من التصاريح النارية التي يطلقها القادة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية سوي أنهم يدافعون عن ذواتهم ومصالحهم لا عن وطنهم وشعبهم لأن من يتصدي لقيادة أمة كبيرة ذات تاريخ وحضارة وثقافة وشعب عظيم مثل إيران لابد أن يحافظ عليهما ما استطاع إلي ذلك سبيل كنت في الماضي معجب بساسة إيران لأنهم يتفاوضون مع الغرب من ناحية ويتواصلون مع جيرانهم العرب من ناحية أخري أما اليوم فقد فقد قادة إيران حكمتهم وأخذوا يهرفون أو يهرتلون بالمصري بمعني يقولون أي كلام والسلام ومن أمثلة هذه الهرتلة السياسية التي تورث الندامة
(1)ما قاله حسن فيروز آبادي رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الايرانية «ان خطة اغلاق مضيق هرمز باتت جاهزة رغم ان الشعب الايراني يتصرف بعقلانية وحكمة ولا يريد ان يسبب مشاكل للاخرين».
وعن رأيه بمشروع قانون برلماني مقترح وقعه 100 نائب يلزم الحكومة باغلاق المضيق، قال فيروز آبادي «ان قرار نواب مجلس الشورى الاسلامي هو قرار الشعب الايراني، ونحن لدينا خطة لاغلاق المضيق كما انه من مهامنا كقوى في الجيش ان ندرس جميع الخيارات ونضع لها الخطط اللازمة مسبقا»، مبينا «ان مضيق هرمز يعد من الممرات المائية الخمسة الفائقة الأهمية في العالم، وايران تتحكم فيه بشكل كامل وبدقة بالغة».
(2)وفي الاطار نفسه، قال رئيس البرلمان علي لاريجاني «ان من حق النواب طرح مشروع قانون اغلاق مضيق هرمز ردا على العقوبات النفطية الغربية ضد ايران»، لكن النائب الاصولي المولود في العراق (لاريجاني) نوّه في الوقت نفسه الي أن هذا المشروع لم يوضع بعد على طاولة النقاش».
(3)اعلن علي فلاحيان عضو مجلس خبراء القيادة وزير الاستخبارات في العهدين الرئاسيين لعلي اكبر هاشمي رفسنجاني (1989-1997) انه «آن الاوان لتلقين السعودية درسا». واضاف في كلمة امام انصار «حزب المؤتلفة» الاسلامي، اعرق الاحزاب اليمينية في ايران «اليوم وبعد ان تعهدت بعدم زيادة صادراتها النفطية نرى انها نكثت بعهدها وزادت من صادراتها بمقدار مليوني برميل ما افضى الى انخفاض اسعار النفط».
هؤلاء القادة الثلاثة يمثلون أنفسهم ولا يمثلون إيران الأمة والشعب لأنهم يريدون تدمير بلدهم بهذه التصريحات الغير مسؤلة وبالنسبة لمضيق هرمز فيجري العمل الآن علي محورين تفادي المرور عبر المضيق عن طريق أنابيب نقل عبر السعوية إلي البحر الأحمر وأنابيب أخري عبر الإمارات إلي بحر عمان ليصبح التهديد بغلق مضيق هرمز كلام فارغ وهرتلة لامعني لها وبالنسبة لتلقين السعودية درسا فهذا من قبيل حرق جميع الأوراق وإعدام كل فرص التصالح ودعوة لعزلة أكثر للشعب الإيراني ولن تضار السعودية شيئا لأن العالم كله معها لأن الحق معها لأنها لم تعتدي علي الأخرين لا بالكلام ولا بسرقة ونهم الثروات ولا باحتلال الأراضي
ووسط كل هذه الهرتلات أتساءل ألا يوجد في إيران رجل رشيد وسط هؤلاء فلم أجد سوي صوت
علي جنتي، سفير ايران السابق لدى الكويت الذي انتقد السياسة الخارجية الحالية لبلاده، حيث يقول«لم يعد لدينا صديق في العالم».وقال جنتي، الابن البكر لأمين مجلس صيانة الدستور آية الله احمد جنتي «بوسعنا القول ان سياستنا الخارجية الحالية هي الاسوأ منذ العقود الثلاثة المنصرمة، ما يعني انه لم يعد لدينا صديق في العالم
وتابع علي جنتي «ماكان متوقعا هو ان تعمل جمهورية ايران الاسلامية، على اقل تقدير، على ايجاد علاقات متوازنة مع جاراتها، لاسيما الجارات العربية في منطقة الخليج الفارسي(العربي )، وايضا بلدان الشرق الاوسط وشمال افريقيا، لكن سياساتنا كانت بالشكل الذي جعل معظم هذه البلدان تستنفر ضدنا».
لعل هذا هو أحد الأصوات العاقلة القليلة في النظام التي تحاول إنقاذ الأمة الإيرانية مما يهرف به قادتها
عاشت مصر حرة قوية بعروبتها عزيزة بإسلامها
للتواصل مع الكاتب (194)
sedeeks@yahoo.com