قائد مصر القادم

تحتاج مصر في زمن الثورة رئيسا يعرف كيف يخرجها من النفق الذي وضعته فيه القيادة السابقة وأول واجباته إصلاح الهيكل المتداعي والنهوض بالاقتصاد ورفع الأثقال المالية عن كاهل الشعب المتعب.....والنجاح والفشل يقاسان بالنتيجة .....إن الثورة المباركة التي قام بها شباب تبعهم شعب كامل مهدت الطريق إلى المستقبل الباهر شريطة أن تستمر روح الثورة على الفساد والحكم الجاهل...وإزاحة الفاسدين هى التي تدفع الشعب لتأييد الثورة وبقاؤهم يحبطه ...نعلم أن القيادة الحالية ورثت تركة مثقلة بالهموم والفشل في معظم المجالات ولكن الخطوات التي قامت بها القيادات الحالية لم تتصف بالسرعة التي يريدها شعب قاسى ولم يعد في مقدوره الصبر طويلا......إن القيادة كباقي المعارف الإنسانية ليس لها توصيف واضح فمثلا (الشجاعة والتهور) بينها ألف درجة وكذلك(الكرم والسفه) و(الحرص والبخل)و(العبقرية والجنون)وهكذا والقائد شخصية تجمع بين آلاف الصفات تتصل بالتربية والثقافة والبيئة والمعتقد والظروف التاريخية وما لا يمكن حصره..... وليس هناك برنامج لإنتاج القائد كبرنامج تأهيل المهندس أو الطبيب إلى آخر المهن ولا تخلو فئة من هؤلاء من قائد ولا تخلو من الرجل الثاني ولا من المتميزين والعاديين والمتخلفين من كل الفئات وأخيرا القيادة هبة والقائد مرتبط بمرحلة القيادة والظروف السائدة في الوطن و العالم وقائد التحرير الناجح ليس بالضرورة قائد التنمية الناجح وهكذا لأن صفات القائد لا بد أن تكون مناسبة لظرف المجتمع الذي يقوده والمجتمعات الإنسانية تزخر بالعديد من القواد الذين نجحوا نجاحا باهرا في مرحلة واستغني عنهم الشعب في مرحلة أخري وديجول مثل حي للمتسائل.وشعب مصر لا يجد خيارات متعددة لانتخاب الرئيس القادم لخلو الساحة من القيادات المعروفة رغم القطع بوجود العديدين منهم...ولكن النظام السابق طمرهم تحت أنقاض الفساد والانتهازية وتلميع القتلة والمنافقين .....ربما يفرض القائد الجديد نفسه ولكن بالعمل الدؤوب الناجح وحينها يظفر بتأييد الشعب كله ولا بد أن يختار برنامجه بعنايه شديدة حتى يفوز برضا شعب لم يعد يحتمل تجربة فاشلة أخرى....إن الاختيار سوف يكون خليطا من تفوق القائد وفرض نفسه ومن اختيار موفق في صناديق الانتخاب وفوق ذلك كله توفيق الله سبحانه ....وسوف يلعب حظ القائد والشعب معا دورا حاسما...إنها موهبة وقدر ولو كانت القيادة علما ما رأينا في أمم الطير والحيوان قادة ولكن كل الكائنات تسيد عليها قائدا تتبعه في حله وترحاله وانظر إلى الطير في السماء تجد القائد في المقدمة و الباقي من ورائه