فُستانُها
(عن مَغزى الفُصولِ في ذهنِ غابةٍ تَمشي)
... أمَّا الحاكةُ فلمْ يُدركوا حقيقةَ ما نَسجوهُ ؛
لأنَّهم لمْ يُبصِروا – مِثلي - هذا الموشَّى بـ "الأُورنجْ" [1] !
فيما أنتما – أعنيكِ و فُستانَكِ الذي تُصرِّينَ على تسميتِهِ "نَفْنُوفْ" [2] – مسؤولانِ عن كلِّ ما يجري :
عن تشويشِ مَغزى الفُصولِ في ذهنِ غابةٍ تَمشي .
عن لُطفِ الحَمامةِ التي تجهلُ كم هي مريحةٌ .. و كم هي حَمامةٌ .
عن جرائمَ نعرفُها بأسمائها :
تفَّاحٌ ، قنديلٌ ، شامةٌ ، وشاحٌ ، منديلٌ معطَّرٌ ، شَفةٌ تَعَضُّ ، ركبةٌ تَنثني ، سعادةٌ .. إلخْ .
عن وقوفِ الشِّعر حسيرًا صامتًا كأنَّه في طقسٍ دِينيٍّ ؛ و عن وقوفيَ بجوارِهِ كصديقٍ قديمٍ !
عن إمعاني في قراءةِ مسامِّ جلدِكِ العذريِّ ؛
تاركًا لمخيِّلتي حريَّةَ الهبوطِ بي في الجوهرِ .. كما يحطُّ العصفورُ على كتفِ أمِّهِ الشَّجرةِ .
عن إدماني على اتِّساعِ حدقتيْكِ ؛ إنْ كانَ ثمَّةَ ما يغذِّي إثارتَكِ ، و التي هي في حقيقتِها أغنياتٌ بِكْرٌ لشرحِ ميقاتِ "الفجرِ" و تدرُّجاتِ الأحمرِ في الأُفقِ .
عن اكتفائي و أنا أرنو إلى كمالِ احتشادِكُم :
أنتِ ، فُستانُكِ ؛ فيما ساقاكِ تخرجانِ منهُ كشمعتيْنِ في مواجهةِ احتفالٍ .
أنتما المسؤولانِ عن كلِّ هذا ؛
حتَّى عن ثِقتي الزَّائدةِ ؛ في أنَّ كلَّ مَن لمْ يشهدْ اللحظةَ معي : مَحرومٌ !
[1] الأورَنجْ :
مُعرَّبةٌ كتابةً لا لفظًا عن "Orange" الإنجليزيَّةِ .
اللَّونُ البُرتقاليُّ بالعربيَّةِ الفُصحى . استعملتُها هكذا لأنَّها أكثرُ خدمةً للصُّورةِ كما أرى .
[2] النَّفْنُوفُ : باللَّهجاتِ الدَّارجةِ في العراقِ و أغلبِ دولِ الخليجِ العربيَّةِ تعني "فُستانْ" .
اللَّوحةُ للتَّشكيليّ البحرينيّ : محسن المبارك
النصُّ جزءٌ من ديوان قيد الإنجاز يحمل عنوان : الكرْمة
منشور في مجلّة "البحرين الثقافيّة"
العدد 64 - نيسان | 2011
سَعْد اليَاسِري
السويد
نيسان | 2011
الموقع الشّخصيّ
التعليقات (0)