مواضيع اليوم

فُـسـتـانُـهـا .. !!

سعد الياسري

2011-04-18 09:20:23

0

 

 
فُستانُها
(عن مَغزى الفُصولِ في ذهنِ غابةٍ تَمشي)
 

 

 

... أمَّا الحاكةُ فلمْ يُدركوا حقيقةَ ما نَسجوهُ ؛
لأنَّهم لمْ يُبصِروا – مِثلي - هذا الموشَّى بـ "الأُورنجْ" [1] !

فيما أنتما – أعنيكِ و فُستانَكِ الذي تُصرِّينَ على تسميتِهِ "نَفْنُوفْ" [2] – مسؤولانِ عن كلِّ ما يجري :

عن تشويشِ مَغزى الفُصولِ في ذهنِ غابةٍ تَمشي .

عن لُطفِ الحَمامةِ التي تجهلُ كم هي مريحةٌ .. و كم هي حَمامةٌ .

عن جرائمَ نعرفُها بأسمائها :
تفَّاحٌ ، قنديلٌ ، شامةٌ ، وشاحٌ ، منديلٌ معطَّرٌ ، شَفةٌ تَعَضُّ ، ركبةٌ تَنثني ، سعادةٌ .. إلخْ .

عن وقوفِ الشِّعر حسيرًا صامتًا كأنَّه في طقسٍ دِينيٍّ ؛ و عن وقوفيَ بجوارِهِ كصديقٍ قديمٍ !

عن إمعاني في قراءةِ مسامِّ جلدِكِ العذريِّ ؛
تاركًا لمخيِّلتي حريَّةَ الهبوطِ بي في الجوهرِ .. كما يحطُّ العصفورُ على كتفِ أمِّهِ الشَّجرةِ .

عن إدماني على اتِّساعِ حدقتيْكِ ؛ إنْ كانَ ثمَّةَ ما يغذِّي إثارتَكِ ، و التي هي في حقيقتِها أغنياتٌ بِكْرٌ لشرحِ ميقاتِ "الفجرِ" و تدرُّجاتِ الأحمرِ في الأُفقِ .

عن اكتفائي و أنا أرنو إلى كمالِ احتشادِكُم :
أنتِ ، فُستانُكِ ؛ فيما ساقاكِ تخرجانِ منهُ كشمعتيْنِ في مواجهةِ احتفالٍ .

أنتما المسؤولانِ عن كلِّ هذا ؛
حتَّى عن ثِقتي الزَّائدةِ ؛ في أنَّ كلَّ مَن لمْ يشهدْ اللحظةَ معي : مَحرومٌ !

 

 

[1] الأورَنجْ :
مُعرَّبةٌ كتابةً لا لفظًا عن "Orange" الإنجليزيَّةِ .
اللَّونُ البُرتقاليُّ بالعربيَّةِ الفُصحى . استعملتُها هكذا لأنَّها أكثرُ خدمةً للصُّورةِ كما أرى .

[2] النَّفْنُوفُ : باللَّهجاتِ الدَّارجةِ في العراقِ و أغلبِ دولِ الخليجِ العربيَّةِ تعني "فُستانْ" .

 

اللَّوحةُ للتَّشكيليّ البحرينيّ : محسن المبارك

النصُّ جزءٌ من ديوان قيد الإنجاز يحمل عنوان : الكرْمة

منشور في مجلّة "البحرين الثقافيّة"
العدد 64 - نيسان | 2011
 

 


 

 

سَعْد اليَاسِري
السويد
نيسان | 2011
الموقع الشّخصيّ




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !