في ياصيد...عيد ...عيد سعيد
بقلم :عمر عبد الرحمن نمر
إذا أتيت من الشرق فإنك تصعد إليها، وإذا أتيت من الغرب فمن وادٍ سحيق.. لا بد وأن تصعد.. وتصعد.. وإذا كنت على مفرق ياصيد- عصيرة، فلا بد وأن تصعد.. وتصعد.. وتصعد.. فهي في الأعالي.. ياصيد في الأعالي.. تصلها فينعشك عليلها ويجفف عَرقك.. ويبرد تعبك.. وتدهشك أشجار الزيتون، في حقول تزينها السلاسل الحجرية..
تصل ياصيد.. وتقرأ الزمن... في لوح الطبيعة..
في السطر الأول فلاح.. وزوجته ومانوحة الدار.. وأرض حمراء كما هو الدم..
وفي السطر الثاني؛ زيت وزيتون، وقمح الخير.. وخبز.. وطابون..
وفي السطر الثالث والرابع والخامس..
عمران، وأسعدان، ويوسف، وعوني..
عارف الابن :علّمنا أن المعلومة قوة.. وامتلاكها طاقة..
وشمس الحفيدة: ضحكت..وقالت.. البراءة.. قبلة.. والقبلة قوة..
والجد.. كان في معمله..
هناك رفوف.. تحمل صور أقدار.. وأحداثاً.. وقصصاً.. وهنا ملف: يحوي ما قالوا.. وما قيل وما سيقال.. هذه وثيقة تربوية، وتلك صورة تاريخية، وهذا حدث تراثي.. كنا نطلع.. ونقرأ.. ونستمتع.. تفاحة هنا.. وبرتقالة هناك.. وكأس مملوءة .. وأرغفة وقدور..
من معاني السمّاك.. انثالت الزيوت على بصلها.. فتاقت الأرغفة .. في حنينها إلى سدر.. سدرٌ شمس.. وحوله أقماره.. صحون من مشَكّلات السلطة، واللبن، والخضروات..
وكنا هناك بين أشجار الزيتون في الحقول الحمراء.. تتملى أعيننا الحجارة.. وثمار البلّوط.. وتشنّف آذاننا مكالمات الأحبّة.. فنضحك كأطفال..
سيّجونا بالكرم، وحاصرونا بالضيافة، وطوّقونا بالمحبة، فكانت الابتسامة لغة، والضحكة أغنية.. والنكتة ملح اللقاء..
مرّ الظهر.. ومشت شمسهُ.. تداعب الأواني، ومال الظهر للعصر، ومضت شمس إلى شط البحر.. ونحن نتذكر.. جداول ماء شربنا منها..
ونقول.. الخير.. كل الخير..
نشجب الزمن المرّ..
نقول للحلاوة مرحى... وكانت نوعين...
الأولى كحقول ياصيد حمراء..
والثانية.. كحناء عروسين..
ما قيمة التراب إن لم يلتق عليه الأحباب؟؟..
الرسم.. رسم.. والتوصيف.. معجزة..
الاسم.. قيمة التراب.. يذاب فيه سكر اللقاء..
وقت الوداع.. تحت الكينا..
ووقت اللقاء.. أيضاً.. تحت الكينا..
وتشهد.. تلك الشجرة.. زمهرير القَرّ.. ولفح الحرّ..
وحرارة اللقاء.. بين الأصدقاء..
في اللقاء لم يكن هناك تدخين ...لا للتدخين ... شعار نرفعه في كل جلسة فلسطينية ..ودمتم سالمين
التعليقات (0)