في ولاية خامنئي للمسلمين وخلافة البغدادي

منذ بداية الثورة الإيرانية وظلّ النظام الإيراني يطلق على زعمائه السياسيين لقب ولي أمر المسلمين للترويج لفكرة الزعامة الدينية والريادة السياسية للنظام الإيراني على العالمين العربي والإسلامي . لكن بعد نشوء منظمة داعش شمال العراق و ابتداع الخلافة الإسلامية لأبوبكر البغدادي بدا واضحاً أنّ هنالك تنافس و تشابه بين أمير داعش و ولي أمر المسلمين في إيران من خلال نهجهما وخطابهما السياسي الموجه للخارج.ناهيك عن أوجه المقارنة بين الإثنين من الناحية الخارجية فهنالك أوجه شبه كبيرة بينهما من المنظار الداخلي أيضاً. وذلك عبر تطبيق بعض القوانين المتطرفة وربطها بالشريعة والتشريع.

قامت وكالة فارس للأنباء المقربة من الحرس الثوري في إيران بنشر خبر حول فرض الشريعة الإسلامية في المناطق التي تسيطر عليها داعش بقوة السلاح واصفة الإجراء بالبربري و الرجعي في نفس الوقت. استمر النظام الإيراني بتوجيه نقد حاد لحالات فرض الحجاب على الطالبات في المدراس التابعة لداعش و تعنيف المجتمع و قتل أهل الذمة وغيرها من أمور تحدث في مناطق تخضع لسيطرة داعش شمال العراق و في أجزاء من سوريا.

الخبر الذي نشرته وكالة فارس سرعان ما انتشر حتى تلقفته وسائل التواصل الإجتماعي الإيرانية و بناءاً عليه انتقدت مايجري في إيران لتشابهه بحالة داعش. وأوجدت قرائن عديدة تربط بين داعش ونظام إيران من حيث تطبيق بعض التعاليم والتشدد في فرض الحجاب و الفصل بين الجنسين ومعاقبة قاسية لمن يرفض الإعلان بالولاء للخليفة البغدادي و بين من يرفض الولاية المطلقة للفقيه. مما أرغم وكالة الأنباء الإيرانية الى إزالة الخبر من على صدر صفحتها بعد مرور فترة قصيرة من نشره.كما أجرت وسائل التواصل الإجتماعي صلة مباشرة بين صورتين الأولى إعدام داعش لشاب أفطر في شهر رمضان و أخرى لجلد شاب إيراني في شيراز بالسبب نفسه.فصار الكثير من الإيرانيين يطلقون على نظامهم إسم داعش و على" خامنئي" لقب" البغدادي" بسبب أوجه الشباهة بين الإثنين كما يعتقد هؤلاء.

إنّ أوجه الشبه بين خامنئي والبغدادي عندما تتعلق بالإستيلاء على مساحة واسعة من دول المنطقة تصبح منافسة شرسة بين الإثنين لأنّ كلاهما يطمح للإستيلاء على العالم العربي والإسلامي و بناء إمبراطورية تشبه إمبراطوريات إسلامية قديمة. إمبراطورية خامنئي عودة بالعالم الإسلامي الى الإمبراطورية الصفوية و و خلافة البغدادي عودة بالعالم العربي والإسلامي الى الخلافة العثمانية. و في الإثنين مخاطر مترتبة على العرب والمسلمين يجب أن تتحلى كلاهما بالحكمة والرحمة و تتخلا عن التطرف والتشدد. لكن تظلّ المفارقات والخلافات بين الإثنين على حالها حيث يكفر البغدادي خامنئي و يستهزئ خامنئي بخلافة البغدادي ويصف خلافته بالمزيفة رغم أوجه الشبه الكبيرة بينمها.