مواضيع اليوم

في ولادة الوطن : شعر

عزيز العرباوي

2009-03-06 19:14:34

0

في ولادة الوطن :

 

 

 

شنقت نفسي على صدإ الجدران .

تاهت دمائي بين كل الألوان .

صاحت ينابيع الأوردة ،

والأعضاء أغرقت في الموت ،

فاضت فتحات القلب في الصمت ،

هام الملتحون في الكبت ،

وعلى  الوجه مات الزمان .

والحق مات ،

وتاه صياد النعام في ظلام المكان .

لكن الذين صدموا مواطنيهم

على شاشة الحقيقة

مسرورين ،

وضاحكين ،

جلبوا الهوان .

علقت والشعب ديواني

وقمت أصنع الوقائع والكلمات

أحكي قول من زعموا

فوق خشبة ،

وتقمصوا في غفلتنا زعامة ،

وقيادة ،

على الرعيان .

وأباحوا في وسط النهار عورتنا

وأقاموا للذل مسكنا ،

حيث الحمام واليمام والسمان .

تلك أمانيهم

صرخات كل ذاك الوقت غابت ،

والمسرح الآن يروي ،

شعرا وقصة ومقالا سيان .

جفت لعاباتهم ،

بعد قتل الحب فيهم ،

ودعوا كل ما يوقظ الروح فيهم ،

في هذا الزمن المعولم بالمجان .

علقت والشعب ديواني ،

حيث غصت الأقوال

واهتزت في رجة

قصائد، وأغان ،وألحان .

احترت والشعب في أمري ،

لماذا أدعي الآن الصواب ؟

هل اقتربت الساعة أوانها ؟

وغير الحقير كلامه ،

وعاد الطرق المعتاد ذاته ،

وبات النفاق بلا عنوان .

لماذا أعيد سيرة المعذبين ؟

أولئك الذين استبيحت أشياؤهم

وبيوتاتهم ،

وصاروا في خبر كان .

ألأنني صدقت جلساتهم ؟

وصفقت لجرأتهم أمام وسائل النشر ،

حيث الأسود يصافح الألوان .

لماذا لا أستقر على أمر ؟

وأعيش في جسد حرباء

وأقيم صغيرا ،

في قشور الرمان .

يا وطني الصغير !

لقد صار الآن في الإمكان .

أن تزيح الستار عن وجه القرافة

الذي تلألأ في ظلمة القبر

قبل عقود من الزمان .

تبت ما فعلت يدهم ،

وتب نهارهم حين يرن ،

في هدأة الأحزان .

يا وطني الصغير !

تنام وحيدا بين أحضان عطشى ،

أظنها فقرك السالف حينا ،

وحينا ،

أظنها سخرية البلدان .

لا يجمع الحب فيها ،

بين بني الإنسان .

تنام وحيدا ،

لا حلم يقض مضجعك

لاكتشاف الأزمان .

أعرف أن النهار افتراء ،

وأن الليل في صمته اشتهاء ،

لدفن الأحزان ...

وأدرك ما من انتهاء ،

يؤدي إلى ابتداء ،

أو يزيل الهوان .

وقد تتداعى ونتداعى ،

بعيدا من الحرب

نسقط حمائم وجرحى

قصت أجنحتها

بيد الإخوان  ...!!!

 

الجديدة

 

عزيز العرباوي

  كاتب من المغرب

elarbaouiaziz@yahoo.fr

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !