مواضيع اليوم

في وطني حرب أخرى يا فضيلة الشيخ .. !!

تركي الأكلبي

2011-09-01 14:44:24

0

 

 

استمعت إلى خطبة دعاء ختم القرآن الكريم ليلة ختام شهر رمضان الكريم هذا العام لفضيلة الشيخ عبد الرحمن السديس على مدى ست وثلاثون دقيقة ، وكان دعاء شاملا لكثير من شئون حياة المسلم بشكل عام وقضايا الشعوب العربية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإعلامية ، والأحداث السياسية العربية الجارية في كل من ليبيا واليمن وسوريا ، وكل ذلك في سياق دعاء وتضرع إلى الله بلسان قرآني وبيان بليغ وصوت خاشع وفي أطهر بقاع الأرض .
وكان من الملفت للنظر في السياق الإحصائي أن ما حصده القتال في ليبيا خمسون ألف إنسان على مدى ستة أشهر وما حصدته حوادث الطرق في السعودية خمسون ألف إنسان على مدى عشر سنوات أي أن الاختلاف في الزمن والآلة وليس في الرقم فالموت في آلة الحرب أسرع وفي آلة حوادث السير أكثر بطأ على المستوى الاجتماعي ومع ذلك لم اسمع أن خص الشيخ بلاء حوادث السيارات في السعودية بالدعاء . فهل كان نوع الآلة القاتلة والمدة اللازمة للقتل وسببا كافيا لسقوط قضية حوادث السيارات ليس من دعاء الشيخ الذي نأمل أن يجد القبول عند الله ولكن أيضا من قاموس الخطاب المؤثر ؟ فلا تجد شيخا ولا مسؤولا ولا كاتبا ولا إعلاميا ولا عضوا في مجلس شوري أو هيئوي يعطي من وقته وجهده ولو شيئا يسيرا لهذه الآلة المدمرة إلا ما ندر حتى أصبحت قضية حرب الشوارع المسكوت عنها في السعودية شيئا عاديا وجزء لا يتجزأ من حياة كل مواطن سعودي حتى أنه لا يكاد يخلو بيت أو عائلة سعودية من مصاب أو معاق أو قتيل .
والسؤال مرة أخرى : هل يجب أن يبلغ رقم القتلى في شوارع السعودية خمسون ألفا خلال ستة أشهر حتى تتحرك المنابر والحناجر والأقلام ووسائل الإعلام ؟ أم أن العبرة بنوع الآلة القاتلة وليس بالإنسان المقتول ؟!
أن المقتول أو المعاق أو المصاب هو إنسان أولا ومواطن ثانيا في وطن للمواطن قيمة فيه بغض النظر عن نوع الآلة القاتلة سواء كانت حوادث سير أو أحزمة ناسفة أو حرب وبغض النظر عن المدة اللازمة للقتل فما بالك بموت مواطن كل ساعة في وطني ...

تركي سليم الأكلبي
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !