هـوامــش حـرة
في وداع عام رحل
بقلم: فاروق جويدة
جلست مع نفسي واحتفلنا معا بنهاية عام وبداية عام جديد.. راجعت كل حسابات عام الثورة2011, واكتشفت أن أشياء كثيرة تغيرت في هذا العام,
عشنا ايام ثورة عظيمة كانت بالنسبة لنا مجرد حلم, ونجح الشعب المصري في أن يشعل ثورة وحدت ارادته وأن ينهي بها حكما فاسدا.. في هذا العام كنا حديث العالم كله وقدمنا صورا جميلة جدا.. وقبيحة جدآ.. وهذه هي الحياة.. وهذا هو الانسان في كل زمان ومكان, فيه الجمال وفيه القبح والمهم ألا يغيب الجمال عن عيوننا لحظة لاننا في عتمة الليل ندرك روعة النهار وحين يطل الخريف نحزن علي ربيعنا المسافر.. راجعت كل حسابات عام مضي وسامحت وجوها كثيرة أساءت.. وصافحت مع نفسي وجوها كثيرة منحتني الحب.. اجمل الاشياء في الدنيا ان تتسلم من انسان أخر هدية حب.. قد تراها وردة أو رسالة أو تحية صباح او موقفا لاتنساه.. حين انتصف الليل وصافحت العام الجديد قررت أن احتفل بنفسي واتفقنا ان نغلق ملفات الآخرين ماذا فعلوا وماذا فعلنا ومن اخطأ ومن أصاب.. من أسوأ الاشياء في حياة الانسان ان تتكدس امامه تلال الذكريات الحزينة.. انها تحجب الرؤية وتغلق الابواب.. وتمنع عنا الهواء النقي.. لاينبغي ان نندم علي لحظة حب عشناها ولاينبغي ان نفقد قدرتنا علي الحلم حتي لو خانتنا بعض الاحلام.. ولا ينبغي ان نتعلم الكراهية.. فلا امن للكارهين.
كان عبد الوهاب يقول لي: أحيانا أقع في حب شخص يسمي عبدالوهاب اجري الي بيتي واترك صخب الناس وضجيج الشوارع وانا في حالة شوق لأن اجلس مع هذا الشخص الذي هو انا.. ونحاسب بعضنا البعض وامنحه مايستحق من الحب.. من المهم جدا ان يحب الانسان نفسه حتي يكون قادرآ علي حب الآخرين لان العاجزين عن الحب هم أتعس البشر.
وفي لحظة صفاء مع نفسي اتفقنا ان نبدأ عامنا الجديد بحلم جديد كل سنة وانت طيب.
التعليقات (0)