في هاوية الخلود
دعوة للجميع للمشاركة في عزف هذا اللحن فالإنسان يرفض، بطبيعته، أن يبقى أسير لحظته وحاضره. فهو، منذ أن وُجِد، يتساءل عن موضعه في هذا الكون، عن مكانته وحقيقته ومعنى وجوده؛ يحاول أن يعرف ذلك كلَّه من أجل أن يبقى ويستمر ويحقق الغاية من وجوده. لذا تعيَّن عليه أن يحدس ذلك البعيد المجهول الذي أدرك أنه سائر إليه لا محالة، محاولاً استشفاف قانون التحول الكوني ومحرِّكه من خلال لحن الوجود
في هاوية الخلود حيث لن تجد هنالك أية أبعاد لا عرض ولا ارتفاع.
تمتعت بالبهجة ووجدت بريقا ضوئيا براقا قدسيا.
كنت مدركا للوجود ولم أسأل كيف أتيت....وبينما انعكست في الكمال عرفت أنه لا يوجد أحدا غيري.
ثم غمرني شعور بالوحدة وكان صعبا علي أن أعرف وأن أسمع....تساءلت عن أي شيء أحبه وأهتم لأجله.
كم من حقب الأبدية عبرت حتى الآن.......استمررت في النعمة والتمتع.
ولكن عميقا في داخلي ........ كانت هنالك رغبة جامحة في الخلق والانتشار.
عرفت أنني لو تصرفت....... فستخلق طاقة وستنبعث.
في الخلود هنالك خططا قد خطط لها بعناية وحملت بالحب والصبر .
أخيرا وفي جزء من اللحظة........القرار في التحرك والفعل قد أتخذ.
هكذا صب ضوء أبيض لامع في حب لا متناهي.
الآن وفي كل جزء من الفراغ خلقت أبعاد غير محدودة.
نظرت إلى ما حولي بفرح غامر ولم أستطع مقاومة النظر إلى استمرار الخلق.
ويتم صب الحي اللانهائي والطاقة إلى العوالم الجديدة البعيدة التي طارت إلى مكانها.
سكت عوالم جديدة في المجرات المخلوقة حديثا ولها أرض وسماء.
شاهدت الخلق الجديد ببهجة غامرة ولا متناهية.
كان هنالك الكثير من العوالم مشبعة بالمعرفة والحقيقة والضوء.
بعثر الفكر بسرعة بعدما خلق خارجا من العوالم النهائية.
أجزاء وجودي تفرقت وأصبحت جزءا من كل الوجود الطبيعي الفيزيائي.
بالبهجة والغبطة الكبيرة شاهدت خلقي أنا !.
ولكن وبطريقة ما بدوت مفتقرا إلى الإكمال.
احتجت إلى شخصا ما كي أناجيه وكي أحبه كل حياتي.
شخصا كي يشاركني طرق حياتي وكي يشاركني كل أفكاري.
لنعيش كل يوم رائع بالبهجة وكي نصل إلى الكمال.
ملأت قلوبنا بالطيبة الكبيرة ونتشارك بها مع القلوب الأخرى.
هكذا تم الأمر وهكذا تمت كل الأعمال الأخرى.
نظرت حولي ولم أجد شيئا أحتاجه أكثر من ذلك.
كنوع من البشرية الذي تطور ومن ثم سقط عميقا في عالم المادية.
تكلم الصوت المقدس بهدوء, مبينا الحقيقة في حين أن الإنسان تقدم علميا بشكل رائع ولكن مدمر.
وأختار الإنسان ألا يستمع إلى صوت الحكمة العظيم.
هذا الفكر من الإنسان جعله يفتعل الحروب ويعيش في الأحزان.
لو كان الإنسان فقط يعرف أنه مخلوق مشارك مع البقية ويقبل بذلك كاعتقاد مقدس.
كمن الرجل في أعماق اليأس في ليلة مظلمة وعاصفة.
لم يستطع أن يفعل شيئا بالرغم من كل مواهبه الأرضية.
نظر إلى السماء بغضب وحزن ونادى طالبا للمساعدة.
وفي غمرة اليأس أتاه الوميض الرائع والمقدس.
يا محبوبي لقد أستجيب صلواتك وحتى قبل أن تطلب.
بدا الصوت لطيفا وممتلئا بالشفقة قال: لك مني الحكمة ولقد ابتدأت حياتك بها منذ اليوم.
نظر الرجل بفرح ولم يجد أحدا سواه.وفجأة فهم الموعظة التي منحت له.
أقول لكل الباحثين عن الحقيقة هنالك دائما الرب موجود وسيساعدك في مصائبك المحسوسة.
أستمع كل يوم إلى الصوت المقدس الهادئ والذي سيبدأ كل يوم.
إلى السماء ومن السماء لا تبحث هنالك وإنما أبحث في أعماق نفسك وأن تنظر داخلها.
من نصوص سيد النور
التعليقات (0)