مواضيع اليوم

في نقد خطاب الإصلاحيين السعوديين

Khaled Ali

2012-11-22 21:46:46

0

لا أحد ينكر أن الإصلاحيين السعوديين يقومون بدور كبير من خلال نقدهم أداء الحكومة داخليا وخارجيا. على العكس تماما من الحكومة, الإصلاحيون يدركون أهمية النقد ولذلك لجؤوا إلى هذه الأداة الفعالة في  محاولة منهم لدفع الحكومة لتحسين أدائها ومعالجة أخطائها. لكن السؤال هل كل نقد يثمر؟ هل من الممكن أن يكون هذا النقد الذي يوجهه الإصلاحيون للحكومة هو تقوية للحكومة وسياساتها؟ باعتقادي أن الإصلاحيون يطالبون بالشيء وضده في نفس الوقت, فبعض خطابهم يناقض بعضه الآخر.
المتابع لخطاب الإصلاحيين يلاحظ أنهم ينتقدون أداء الحكومة في بعض المناحي ولكنهم لا يرون إضعاف قبضتها وتقليص هيمنتها. مثلا,هم يطالبون بإطلاق سراح السجناء السياسيين. هذا المطلب يوضح أن الإصلاحيين يريدون من الحكومة بأن تلعب دورا أقل فلا تزج بالناس في السجون لأراء عبروا عنها. في المقابل, في بعض مطالب الإصلاحيين تكريس لهيمنة وتسلط الحكومة. مثلاً, يطالب الإصلاحيون بأن تقف الدولة موقفاً حازماً من بعض القنوات التلفزيونية مثل الإم بي سي وغيرها.   مطالبة الإصلاحيين هذه تدلل على أنهم يرون أهمية أن تلعب الحكومة دوراً أكبر في التضييق على الناس.
هذا التناقض في المطالبات برأيي يضعف موقف الإصلاحيين ولا يقويه. من المعلوم أنه إذا أردت لمسمار أن لا يغوص عميقاً فلا يجدر بك طرقه أكثر.عندما ندعو الحكومة بأن يكون لها كلمة في مثل هذه الشؤون البسيطة فنحن نقول لهم بأننا لسنا مسؤولون ونحتاجكم لتقرروا عنا وتسيروا أمورنا. عندما نكون قد رسخنا هذه الاعتقاد لدى الحكومة بأنهم الأعرف وأننا لسنا إلا جهلة غافلون فلا يجدر بنا بعد حين بأن نعترض على قرار اتخذته أو مسار سلكته. فكيف لعالم بأن يستمع أو يلبي طلب جاهل؟. الأهم من ذلك, أن في هذه المطالب تعد صارخ على حرية الفرد.
في العالم الغربي, ظهرت مؤخراً دعوات للاستغناء عن الحكومات لعدم جدواها ولأن الغرض من وجودها هو فقط تعزيز هيمنة وسيطرة حفنة بسيطة من الناس. هذه الحكومات فشلت في توفير الخدمات الرئيسة من صحة وتعليم. بات الناس يرسلون أولادهم لمدارس خاصة غير حكومية ويتلقون العلاج في مستشفيات خاصة. البنوك والأسواق باتت تؤجر أمنا خاصا لحماية منشآتها وأنشطتها. في ظل هذه المعطيات, بات من الجلي عدم جدوى الحكومات وأن الهدف الوحيد من وجودها هو مساعدة حفنة من الناس على نهب وسرقة موارد وثروات البلاد. ختاماً, من اللازم أن نعي إننا عندما ندعو إلى أن تلعب الحكومة دوراً أكبر, فإننا فقط نغذي فيهم الجشع والتسلط وحين نكون فعلنا ذلك فإن كف أيديهم عن رقابنا وثروات بلادنا يصبح أمرا صعبا للغاية.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !