مواضيع اليوم

في موسم الوحدة يتفرق المسلمون

من أبرز دروس الحج وحدة المسلمين، فكلما فرقت الأمة الأهواء على مدار العام يأتي الحج بشعائره وروحانيته ليذكر الأمة بوحدتها ومصدر عزها وقوتها، فالحج يجمع الأمة كلها على اختلاف أجناسها ولغاتها وأصولها وأوطانها في صعيد واحد في مشهد مهيب لا يمكن أن يقوم به بشر مهما عظمت مكانته.
الحج يأتي كل عام ليقول للمسلمين أنتم أمة واحدة، تنتمون إلى دين واحد، وتتجهون إلى هدف واحد وغاية واحدة، ولكم قبلة واحدة، ورب واحد، ونبي واحد، وكتاب واحد، فما يجمعكم أكثر مما يفرقكم، وما يوحدكم أكثر بكثير مما يشتت شملكم، فلم تتفرقون؟ وإلى الجاهلية ترجعون، وإلى الكفر تحنون، فالفرقة كفر والوحدة إيمان " لا ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض " .
لقد عرف الأعداء خطورة بقاء الحج على مخططاتهم لتفريق الأمة، فقال أحدهم منبها ومحذرا : ستظل الأهداف بعيدة المنال ما دام في المسلمين اجتماع الجمعة الأسبوعي واجتماع الحج السنوي والقرآن.
لذلك حرصوا على إفراغ الحج من مضمونه، وإلهاء المسلمين عن أسراره؛ حتى بات مجرد شعائر لا روح فيها، ولا يتقدم الحجاج معها خطوة إلى الأمام.
ترى هل يمكن لأمة من الأمم مهما عظم شأنها أن يجتمع لها من عوامل الوحدة والتجمع ما اجتمع لأمة الإسلام؟ وهل يمكن لعظيم من العظماء أن يجمع هذا العدد الضخم في مكان واحد من أقطار شتى متباعدة؟ وهل يمكن له بعد ذلك أن يوحد بين شعائرهم ومشاعرهم في آن واحد؟ فماذا دهانا بعد ذلك؟ أعجزنا أن نغتنم الفرصة، أم أصبحنا أمة من الرعاع البلهاء يتبعون كل ناعق، حتى ولو كان الناعق بوما ينعق بخراب الأمة وسقوطها من حساب الزمن.
وصدق الشاعر عندما قال: يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
وهل يمكن أن يكون من قبيل المصادفة أن يتراشق الأشقاء في مصر والجزائر بالسباب والضرب والإهانة في كل المحافل وعلى كل الأصعدة في نفس الوقت الذي يستعد فيه الحجيج لأداء المناسك التي توحدهم؟
ماذا لو اجتمع مصري وجزائري في عرفات هل يكون بوسعهم أن ينسوا حجهم ويتراشقوا بالألفاظ ويتشابكوا بالأيدي ويتنابذوا في حضرة القدس الجليل وهل يخسرون حجهم من أجل عصبية الجاهلية أم يأخذهم الموقف الجليل بعيدا عن مهاترات البلهاء من أقزام الشعوب أتباع كل ناعق الخاوين من كل عقل وحكمة .
بعيدا عن نظرية المؤامرة لماذا أصبحنا أداة سهلة للاستقطاب من أي جهة يمكن أن توجهنا إلى أي طريق لتحقيق أهدافها حتى لو كانت جهة مشبوهة؟ لماذا ألغيت العقول وماتت الضمائر؟ حتى أصبحنا لا ندرك العدو من الصديق، لماذا صرنا كالنعاج أمام عدونا أسودا أقوياء على بعضنا البعض؟ يا ويل أمة صار بأسها بينها شديد!! إلى متى سنظل تحت تأثير هذه المهاترات؟ أليس في الأمة عاقل؟ أليس في الأمة رشيد؟ أليس في حياتنا من المصائب والهموم والأوجاع ما يغنينا عن تلك التفاهات ويردنا إلى صوابنا؟ ماذا ننتظر؟؟ ننتظر الصاعقة.. وهل هناك أكثر من هذا ..متى نفيق؟

محمد عبد الفتاح عليوة
Elewamohamed75@yahoo.com
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !