بتخطيط وضخ اعلامي من "مستمعين" في فصول السياسة بعضهم بجيبهم نقودا [وآخرين سانشوهات لهم] تكفي ليجوبوا العالم ويصلوا "تمبكتوا" الغابرة؛ ويوظفون في "صفحاتهم" العدد الذي يريدون، أُقْنِع نشطاء الثورة في الداخل أن الحل الأسرع هو "التدويل" فأصبح "التدويل مطلبنا"، وشتمت الجامعة العربية لأنها أرادت "التعريب"؛ شتمت الدول العربية فرادى كذلك؛ والأهم شنت "جبهة المدولين" وأنصارها حملة ضخمة وشرسة من التخوين والنهش في لحوم من يتساءل مجرد تساؤل حول إمكانية "التدويل"! هذه الجبهة التي أصبح على رأسها المجلس الوطني [المرحوم] بعد استسلامه لحملة شنت ضده أولا؛ لأنه وفق ما قالوا [لم يدوّل].
أصبح "التدويل" مكارثية الثورة السورية وكان يمكن أن تملأ السجون وتزدهر ساحات الاعدام، لو تحققت الامكانية، من قبل "جبهة المدوّلين" ضد الجبهة الأخرى التي هي خليط غير متجانس، لكن المدوّلين ركزوا على "التنسيق" فطارت رؤوسهم [مجازا] في معركة التدويل .
وأصبح السؤال الاول الذي يواجه اي سوري في كل مكان من العالم بما في ذلك الاعلام والبارات والمساجد، بعد مرحبا .. "هل أنت مع التدويل؟" وبناءا على جوابه "يصنَّف" .
ذهب "الوطني" [المرحوم] الى قاعة التدويل وطلبه أخيرا بخطاب رسمي واقيمت سرادق التهنئة وكاد يحتفل بالنصر من قبل "المدولين" فقد وصلنا الى مقر التدويل.
بقيت روسيا عقبة المدولين الكأداء وصدق وعد "مناع" ممانع التدويل الذي وعده الروس ب 20 فيتو "أنتي تدويل" بقي منها 18.
لم يعترف المدولون بالهزيمة كعادة الزعماء العرب عموماً، وقالوا ان هناك تدويلات أخرى وسنذهب لجمعية التدويل.. الإحباط الذي عم معسكر التدويل وأنصاره جعلهم يذهبون للقتال في جبهات الاعلام ومنها جبهة الفيس بوك، ضد روسيا الحقيرة والعاهرة ووجهت لها رسائل بذيئة باللغة العربية اعتمادا على ان بوتين لديه مترجمات "روسيات" عملن في الدول العربية قبل التدويل وبعده.
قبل ذلك ثقب المدولون أسماعنا بالعلاقات التاريخية والوثيقة والحميمة بين السوريين والروس/يات وهذا اطلاق يتمناه السوريون أن يكون حقيقة، وقد فرح سوريون [من أصحاب المصلحة] حين خرج لهم أحد قادة التدويل بعد الفيتو المزدوج ليقول أن هذه العلاقة "الحميمة" لن تتأثر... فشتمه السوريون المحبطون من "الفيتو" واطمئنت الروسيات.
في هذه الاثناء أهمل التركيز على "الداخل" فمعركة التدويل تجري في الخارج [وهو المرحاض ببعض اللهجات] والذي فاحت رائحته أمس.
واتوقع ان تقوم صفحة التدويل بعمل انكاري وتنشر لنا "غرافيك" غرائبي تحت شعار "سندول رغم انف العالم جميعا".. وقد يفسرون ذلك بأن أفريقيا لم نقرع أبوابها وهي دول أيضا!.
وعلى خلفيه رسم عليها غبار معركة التدويل لايكف بعض المشاغبين ممن هم "مدولون ولكن.." ان يذكّروا معسكر التدويل بان البوسنة والهرسك التي هي في وسط اوربا لم تحظ بشرف التدويل الا بعد معارك استمرت سنوات اربع واستمرت ذيولها سن ات أخرى وكلفت مئتي الف قتيل. والتذكير كذلك ان روسيا لم تقف يوما حجرة عثرة بوجه اي تدويل ارادته امريكا! وامريكا اذا ارادت تدويل شيئا تقول له تدول فيتدول وتمسح بطيزها اي فيتو للروس والبلا روس يقف ضد ارادتها التدويلية.
وفي معسكر التدويل السوري الذي اصبح "قادته" مجرد حملة حقائب للشيخ حمد القائد الخليجي ل "حرب التدويل" بعد أن قاد بفشل لا يحسده عليه احد معركة التعريب التي شخ فوقها "الدابي" وانهاها بعشرة صفر لصالح بشار ضد المعربين.
وقد قال حمد [للسوريين] بوضوحٍ يجيده و لطالما اثار اعجابي: "احنا مانعينكم" عندما اتهمه احدهم بانه يعرقل اعدام بشار. وردد "ظله" العربي هذا الكلام خلفه. ولم يسأل المعربون والمدولون الشيخ حمد وهو قائد الحرب المفوض خليجيا من قبل الشقيقة الكبرى الحيية دائما والتي "تنكسف" من التصدر والظهور الاعلامي: ماذا قدمتم انتم قبل ان تناشدوا العالم ان يدول؟!.
بالطبع السؤال فائض فلا حق للسوريين ان يطلبوا، ولايحق لهم ان يدينوا عدم تقديم شيء من الاخوة طالما "واجهتنا" السياسية الرديئة لم تقدم أكثر منهم بل انهم [ أي أخوتنا في الخليج] قدموا "علاكا" اثمن من "علاك/نا" وقدموا للسوريين فضائيات كي "يعلكوا" عليها ويسمعهم العالم وعرّفتهم بعد ان كانوا "مجهولين". حتى الدعم المالي الذي ينتظره المتسولون السياسيون السوريون [من الخليج] كي يحدث فرقاً على الارض بامكان "سياسيي/نا" وحلفائهم أن يقدموه دون ان تنقص ملياراتهم المكدسة في البنوك وتنتظر سقوط بشار كي "تتمشى" في شوارع دمشق.
على "الوطني" ان يستحي من نفسه ويكف عن المتاجرة بالهواء ويصارح شعبه بفشله ويدعوهم للاعتماد على انفسهم؛ فالحل سوريا، والسوريون هم من جعل العالم "يعلك" حياءا بعض التصريحات الجوفاء [واهلا بها ونريدها ونطلبها.. كي لانكون زعبرجية] التي لم تمنع اقتحاما ولم تخرج معتقلا ولم توقف رصاص الاسد عن القتل ولم تسعف مصابا.. الحل في "الداخل" [ولدي تلفونه لمن يرغب] وليس في "الخارج"؛ وذلك يتم بتكاتف الجميع حول ثورته والتركيز عليها، وترك المتاجرين بالهواء مع تجارتهم فهم إن لم يضروا لن ينفعوا.
المستمع: مرتبة دراسية تسبق المرحلة الابتدائية يذهب التلميذ للصف ولايفعل شيئا سوى يسمع..
التعليقات (0)