في مديحِها
(عَن التي يحملُ بيتَها ثمانيةٌ.. ويعجبُها حَديثي)
إهداء:
إلى هبة بوخمسين.. الآنَ، ودائمًا!
حَمَلَةُ البيتِ:
I
لو كانَ بيتي عندَ بابِ القَصدِ؛ لارْتوتِ الكِنايةُ.. كلَّما أوغلتُ في كشفِ المَجازِ، وهتكِ سرِّكَ أيُّها المَسجونُ في لُغتي.
II
لو كانَ بيتي عندَ بابِ الشِّعرِ؛ لانتشتِ التي قالتْ: "أحبُّكَ شاعرًا!"، "مُستفعلنْ" عِندي، وعندَكَ "فاعلنْ"؛ فافعلْ إذًا! أو رُدَّني للنَّشأةِ الأولى لأحرُسَ هَيبتي!
III
لو كانَ بيتي عندَ بابِ الماءِ؛ أربكتُ التي تَمشي على قَلبي.. بِلا ذَنْبٍ سِوى قَلبي؛ لقالتْ: أنتَ تَفضحُني، وتُحرجُ غَيمتي.
IV
لو كانَ بيتي عندَ بابِ الرَّملِ؛ لانطوتِ القوافلُ في رِحالِ مَشيئتي، ولكُنتُ أوَّلَ مَن يَجسُّ النَّبعَ، يطلبُهُ، ويُغْوي بالتي...
V
لو كانَ بيتي عندَ بابِ الظَّنِّ لاحترقَتْ بِظنِّي! كلَّما داعبتُها بالإصبَعيْنِ هوتْ، وأرختْ للحَياءِ قميصَهُ، ونَمَتْ على شَفتيَّ قافيةُ النَّدى.. وتَجلَّتِ.
VI
لو كانَ بيتي عندَ بابِ اللَّحنِ؛ ما أوديتُ يومًا بالتي صَنعتْ صَنيعَ الأُغنياتِ، تقولُ: غَنِّ كلَّما أرديتُ قلبَكَ في إناءِ الوَرْدِ والعِطرِ المُحجَّلِ بالنَّهاوندِ، ارتكبْني كالجَريمةِ.. كُنْ شِفاءَ جَريمتي!
VII
لو كانَ بيتي عندَ بابِ الوقتِ؛ لا قَمرٌ سيأفَلُ دونَ إذنيَ. لانثنتْ ريحٌ إلى قدميَّ فَجرًا، وانتهتْ للهِندباءِ تُسرُّها: هذا مَهبُّكِ.. ذِي جيادُكِ؛ فاركُضي فِي حِيلتي!
VIII
لو كانَ بيتي عندَ بابِ النَّارِ؛ آويتُ الذينَ تَخاصموا لَيلاً على قلبِ الغريبةِ. قالَ أرفعُهم مَقامًا فِي النَّميمةِ: هَهُنا حَجَلانِ مِن لَهبِ المُنى، ولقُلتُ: هذي جَمرتي!
حَديثي:
لكنَّ بيتي عندَ بيتِكِ؛ أنتِ: "قصدُ" المُستحيلِ، و"شِعرُ" مَن كمنَ اليمامُ بحَقلِ حنِطتِها، وريشةُ "ماءِ" أُغنيتي، و"رملُ" القائمينَ عَلى يَقينِكِ مُنذُ كانَ "الظَّنُّ" سِلعةَ أنبياءَ وتائهينَ، و"لحنُ" حَرفينِ انتهى "وقتٌ" على نَهريهِما، و"النَّارُ" تهزجُ في الصِّفاتِ وبالتَّمامِ.. وأنتِ أنتِ: قَصيدتي!
اللَّوحةُ للتَّشكيليِّ الأرجنتينيِّ:
Gaston Carrio
كُتبَ النصُّ في تشرين أوَّل | 2012،
ونُشر في صحيفة "القبس" الكويتيَّة؛ عدد 17 | تشرين الثَّاني | 2012.
[اضغط هنا] للاستماع إلى القصيدة بإلقاء الشاعر والناشر عيد الدويخ.
سعد الياسري
كانون الأوَّل | 2012
الكويت
الموقع الشَّخصي
التعليقات (0)