في محافظة الزيتون
كان لقاؤنا..
بقلم عمر عبد الرحمن نمر /طباعة ربا عمر عبد الرحمن / انتاج واخراج عوني ظاهر
وصلنا سلفيت،بعد ان عرجنا على مكتب نابلس حيث استقبلنا الإخوة في قسمي الاشراف والتقنيات في شارع فلسطين ،قبل ان تقلنا سيارة نابلس الى سلفيت "عمر عبد الرحمن ،عوني ظاهر ،اسحاق السامري "" تلبية لدعوة من مديرية التربية والتعليم.. والأستاذ محمد الأقرع، رئيس قسم العلاقات العامة في المديرية منظم اللقاء، الذي رحب برؤساء العلاقات العامة الضيوف..
كان أول المتحدثين:
أ.رفيق سلامة مدير التربية والتعليم/ سلفيت، الذي كرر الترحيب بالضيوف، وتحدث عن تأسيس مديرية سلفيت، وتطورها وإنجازاتها، ثم أسهب في وصف الهجمة الاستيطانية الشرسة التي تلتهم أراضي المحافظة، وأضاف "وهنا تكمن أهمية الإعلام ودوره في نقل صورة الواقع" وأشاد أ.سلامة بدور العلاقات العامة في المديريات في تعزيز التواصل التربوي، ونقل الخبرات والتجارب التربوية.
ثم انتقل الميكروفون إلى الأستاذ جهاد دريدي مدير عام الإدارة العامة للعلاقات الدولية والعامة، فشكر مديرية سلفيت على جهودهم في تنظيم هذا اللقاء، وثمن الزيارات التربوية، ودور العلاقات العامة في تنظيمها، ثم عرج على هم المحافظة المتمثل في الهجمة الاستيطانية التي تبتلع أراضيها يوما بعد يوم. ودعا أ.دريدي إلى التمسك بالأرض مهما كلف الثمن. ووجه الحديث لرؤساء العلاقات العامة وحثهم على العمل الجاد في إظهار صور النجاح، وتسليط الضوء على واقع العمل التربوي في الميدان.
من جهته قال أ.جميل اشتية مدير العلاقات الدولية والعامة في وزارة التربية والتعليم العالي "رئيس قسم العلاقات العامة يصنع الخبر، ويوجه الحدث، وله دور قيادي مؤثر في المسيرة التربوية، ومن هنا يتأتى الدور المميز لوظيفة رئيس قسم العلاقات العامة" ثم دعا أ.اشتية إلى دعم المبادرات الطلابية، وإلى تعزيز فكرة توأمة أقسام العلاقات العامة بين المديريات.. كما وعد بربط مدارس الوزارة بشبكة الإنترنت.
وهنا عرض أ.عوني عارف، رئيس قسم التقنيات/ طوباس.. وثيقة تاريخية تظهر بداية المسيرة التربوية في محافظة سلفيت منذ عشرينيات القرن الماضي، وشرح أ.عارف دلالات الوثائق التاريخية التربوية، ودعا إلى ضرورة الاطلاع على هذه الوثائق لكتابة التاريخ التربوي الفلسطيني..
وفي محافظة الزيتون:
ومن مديرية التربية، يحمل الضيوف جمل الشكر والتقدير لحسن الاستقبال وحسن الضيافة.. إلى استقبال جميل آخر.. إلى مقر المحافظة..
بحفاوة بالغة، رحب عطوفة محافظ محافظة سلفيت أ.عصام أبو بكر بالضيوف، وتحدث بإسهاب عن العلاقة التي تربط المحافظة بأقسامها المختلفة بمديرية التربية والتعليم، وقال " تأتي هذه العلاقة من إيماننا بدور التربية والتعليم الأساسي في تربية النشء، وصياغة مشروع المواطن الصالح القادر على خدمة الذات في ظل خدمة المجموع".
ويخرج الوفد الضيف والألسن تلهج بالشكر والثناء على المحافظ وموظفي المحافظة.. ويسير الوفد في شوارع سلفيت، شوارع عريضة نظيفة، تطبعها سمات حضارية،
وهناك.. وهناك..
أمهات.. وقورات، وعجائز تمردن على الزمن.. وأرجعنه سنوات وسنوات.. هناك نساء فلسطينيات.. بدأن بالأبجدية من جديد.. حملن القلم راية.. وفتحن القرطاس.. ليتحقق حلمهن في محو أمية جثت على وعيهن سنوات وسنوات..
في مقاعدهن..
ربطن الحروف، بعضها ببعض،
قرأن الجمل.. بعضها برقاب بعض.. وأنشأن المعاني وفسرنها.. بمعنويات عالية.. إنها الأم الفلسطينية؛ تعمل برّه- جوّه.. كنست بيتها، وطبخت لأولادها.. وغسلت الثياب.. وخرجت إلى الحقل.. تعزق، وتتعهد أطفال الأرض شجراتها..
وها هي.. تأتي لتتعلم.. كيف تكتب.. وكيف تقرأ، وعيونها تتجه لقراءة القرآن الكريم، وتفسير حديث محمد(صلى الله عليه وسلم)..
موقف مهيب، وهن يقرأن للحضور.. ويثبتن مهارة تلك الطاقة أ. مصطفى عزريل، الذي أخذ بأيديهن وعلمهن.. بكل تؤدة.
ومن الإنسان السلفيتي إلى الأرض السلفيتية التي تئن وتصرخ، الأرض المهددة من قطعان المستوطنين.. في ذاك الواد.. واد قانا.. رأينا أشعة الشمس في الماء الجاري سلسبيلا بين الصخور..
في ذاك الوادي.. أنت تمتع البصر.. بلون الشجر، والنبت، والصخور، والماء.. وتمتع السمع.. بزقزقة الطيور والعصافير.. وتمتع الشم.. برائحة الشجيرة والسريس.. نعم.. تتمشى في الواد، فتطرب لأن حواسك تستقبل الجمال.. بكل متعلقاته..
ولكن.. ولكن..
تنظر للأعلى.. مسافة 300 متر.. فترى المستوطنة (نوفيم) تتربص بكل هذا الجمال.. وتنتظر الفرصة للهجوم والابتلاع..
يا حسرة.. على البلاد.. والعباد.. يا حسرة.. على الخسارة تلو الخسارة.. إلى متى يا ترى؟!..
ودخلناها وقت القيلولة..
كانت هادئة وادعة.. ديراستيا.. تحدثت الجدران.. والحيطان.. والسقوف.. عن تمرد التاريخ على الزمان.. حدثتنا المضافات القديمة عن حكايات الزير سالم.. وعن تشريقة بني مازن..
كنت أراه هناك..
شاعري.. وحبيبي.. وصديقي.. الدكتور عبد اللطيف عقل.. كنت أتخيل طيور الحجل في أزقة البلدة القديمة.. أتخيله وهو يكتب رسالة لصديقه القديم يقول من هذه الأزقة ولدت من عمق الجدل التاريخي.. وسأموت في وعي التاريخ.. ولن أرحل.. نعم.. رأيته هناك، في العلية.. في الراوية.. في الرواية.. على البوابات.. يحمل سيفا وأغنية..
والتكريم يتبع التكريم..
وتناول الضيوف وجبة الغداء في روضة أطفال ديراستيا.. راعي الحفل.. رئيس بلدية ديراستيا أ.مصطفى خضر استغل كل دقيقة من فترة الضيافة مرحبا.. وشارحا.. عن أحوال الوطن الممثل في ديراستيا.. وأراضي ديراستيا..
الشكر..
لتربية سلفيت، ممثلة بمديرها أ.رفيق سلامة، وأ.محمد الأقرع رئيس قسم العلاقات العامة.
لمحافظة سلفيت على حسن الاستقبال..
لبلدة ديراستيا ممثلة برئيس بلديتها أ.مصطفى خضر..
وأخيرا للشاعر التربوي أ.أبو مهيار.. الذي غنى لنا .. فحيانا.. وأطربنا..
مع اطيب تحياتي عوني ظاهر
التعليقات (0)