الصالحون من المسلمين يدعون الله في أيام رمضان الحالية ، أن يُبلغهم رمضان العام القادم ، ليس طمعا في الخلود ، فهؤلاء أكثر الناس قناعة بأن الخلود في دنيا الفناء أمرٌ محال .. لكنه الأمل الذي يحذوا نفوسهم بفرصة واحدة أخرى على الأقل ، تسمح لهم بالعمل جاهدين من أجل التكفير عن ذنوبهم وخطاياهم ! ..
أما المسلمون المشغولون بهموم دنياهم ، والمتصارعون مع أوضاعهم في ظل إستعمارات ، وديكتاتوريات ، وفقر ، وبؤس ، ومعاناة ، فهم لايستطيعون تأجيل آمالهم أبعد من ليلة القدر المباركة ، وهو أملٌ في أن الله سبحانه وتعالى أكرمهم بتلك الليلة ، وخصصها للنزول سبحانه وتعالى إلى أرضنا ، والإطلاع عن كثب على ما آلت إليه خلافته ، وعلى أحوال رعاياه من المستضعفين ، الذين ما فتأ يوصي رسله وأنبياءه بالعناية والإهتمام الخالص بشؤونهم ، لأنهم أولى الناس بالرعاية في دنيا هي أشبه بالغابة يأكل فيها القوي الضعيف ، وما أقل الأقوياء ، وما أكثر الضعفاء ؟! ..
في ليلة القدر تشرع أبواب السماوات ، وتدخل عبرها أماني ، وآمال ، ودعوات المسلمين تباعاً ، وطبعا في هذه الليلة يُباح ضجيجها إستثناءاً ، ويُسمح لها التعبير بأصوات عالية في حضرة صاحب الجلالة ملك الملوك ، وأكاد أتخيّل غرابة بعض مايدعوا به بعض المسلمين من دعوات ، وما يتمنون تحققه من أمنيات ؟! ..
أما أنا فأعرف يقينا أن دعواتي في هذه الليلة ليست الأغرب لكنها من بين الأغرب .. فأنا أدعوا الله أن يرزقكِ بإبن الحلال الذي يتزوجكِ ويُسعدكِ يا حبيبتي ، لأنكِ ما لم تتزوجي سيظل الأمل يحذوني في وصالكِ ، رغم سيطرتي التامة على الوضع .. لكنني أخشى الإنفلات ، وأخشى الوقوع ضحية لحظات ضعفي البشرية ، وأنتِ أكثرها سيطرة على كياني ، لأنني لاأستطيع تجنبكِ ليتسنى لي النسيان ، ولا إمكانية لأن أكون زوجكِ ، رغم رغبتي في ذلك ، ورغم إمكانية حدوث ذلك لو لم تكوني أخت زوجتي ! ..
أنتِ (ظل حبٍّ) تداخل وحبي لزوجتي في مرحلةٍ مضت ، لكنه لم يمض عني وظل يطاردني .. ورغم أني صارحت زوجتي بذلك قبل زواجنا ، إلا أن ضميري لم يرتح ولم يصفوا عيشي ! ..
أدعوا الله في وسط زحام هذه الليلة أن يرزقك بإبن الحلال ، لأن في حياتي حبيبات تزوجن ، فكانت سعادتي بذلك أضعاف سعادتهن ، لأن الحب يسموا بالزواج ، ويصبح عفيفاً ، وبعيدا كل البعد عن الجسدية والشهوانية ! .. فتصبحين بذلك أختا حقيقية لي لا أرى فيها رغباتي الجامحة ! .
التعليقات (0)