في ليبيا...غش الخبز لا يعرف رمضان
ظاهرة الغش التي يقوم بها أصحاب المخابز في ليبيا لا يمكن التغافل عنها. منذ سنين مضت وإلى حد الآن يقوم أصحاب المخابز بإضافة مواد للعجين فينتفخ ثم يقومون بعد ذلك بوضع قطع صغيرة في الفرن فيخرج رغيف خبز بحجم كبير، إلا أنه بمجرد أن يبرد تكتشف أن ذلك الرغيف ما هو سوى قشرة لا يتجاوز وزنها 10 جرامات للرغيف الصغير و 25 جراماً للرغيف الكبير. بل هناك من يخلط دقيق القمح الذي يصنع منه الخبز بدقيق الذرة ، وكل ذلك للكسب السريع، وكل ذلك وجهاز الحرس البلدي وهو الجهة المختصة في ليبيا باصدار تراخيص المحلات والمخابز وغير ذلك لم تحرك ساكناً لهذه المخالفة العظيمة المضرة بالصحة والمخالفة حتى لشرع الله تعالى.
هذا عن غش الوزن واضافة مواد أخرى للخبز، وأما ما يخص التسعيرة فحدث ولا حرج. سعر الرغيف الصغير المسجل لدى الحرس البلدي 3 ارغفة بـ 50 درهم ليبي، والرغيف الكبير بـ 50 درهم. ومنذ سنين صار أصحاب المخابز يبيعون الخبز المغشوش أصلاً الرغيف الصغير 2 بـ 50 درهم والكبير 4 أرغفة بـ 250 درهم بنظرية خود والا خلّي. بل هناك من مخابز يبيعون الرغيف الكبير الواحد بـ250 درهم مع أن دقيق القمح توفره الدولة بسعر يُعد زهيداً ، ولكنّ النفس إذا طمعت لا تشبع.
ومنذ اعلان التحرير في ليبيا بعد مقتل القذافي تم ايقاف جهاز الحرس البلدي لأسباب قد تكون غير معروفة، ولكنّ نتائجها سيئة على الفرد والمجتمع. فانتشر البناء العشوائي في كل مكان حتى في الحدائق العامة وعلى الأرصفة.
وباعتبار رمضان شهر التقوى (وكأن التقوى لا تكون إلا في رمضان) امتنع بعض أصحاب المخابز عن إضافة مواد للخبز، واكتفوا بجعل الرغيف من الحجم الصغير اصغر من كف اليد ويبيع القطعة الواحدة بـ50 درهم، والرغيف الواحد لا يشبع طفلاً في عمره عامين. ونسوا أنه من التطفيف الذي نهى الله عنه وتوعد المطففين بالويل. فظاهرة الخبز المغشوش في ليبيا لا تعرف رمضان ولا شهر حرام.
وخبرني يا طير
التعليقات (0)