في الخامس عشر من شباط/فبراير بدأت ملامح ثورة شعبية ضد نظام القذافي الذي كان يسمي نفسه نبي الثورة الشعبية ولا أعلم حتى الآن متى نزل عليه الوحي ومن هو الذي أوحى إليه .وفي السابع عشر من نفس الشهر بدأت فعلاً ثورة شعبية في ليبيا سرعان ما انتشرت في ربوع البلاد بشكل لم يكن متوقعاً .والسؤال الذي لا يعرف إجابته الكثيرون لماذا قامت الثورة ضد القذافي؟

أنا مواطنة ليبي وسأجيب بمنتهى الصراحة عن هذا السؤال الذي ضخمت إجابته القنوات الفضائية، فالحقيقة الشعب الليبي لم يثور من أجل حكم فرد أو أسرة ولم يكن مهتم بشيء اسمه الديمقراطية على الإطلاق ،بل قامت الدنيا ولم تقعد من أجل زيادة المرتبات التي لا تناسب الأسعار الباهضة وانعدام التعليم والصحة .فالشباب يستطيع العمل في شتى المجالات فقط عند توفر المال لدى شريحة الموظفين وكل من يأخذ معاشاً من الدولة. والدليل على ذلك هو زيادة المرتبات بقرار من القذافي عند بداية اشتعال الثورة. والشعب الليبي لا يهتم بالديمقراطية وحتى إن سألت أحدهم عن رغباته في عهد القذافي وحتى الآن فسيقول (المهم نعيشو كويس).

التعليم في ليبيا صفر بمعنى الكلمة وبالنسبة للصحة أقول لكم لا تحركوا عليّ المواجع .

تم تكليف رئيس حكومة مؤقتة وبعد أسابيع تم تشكيل الحكومة ،بالمثل العامي(بالحبّابه والكبّابة).

في إيطاليا بمجرد فوز رئيس الحكومة بالمنصب شكّل الحكومة في غضون أيام، أما نحن في دولة منهارة تماماً في غضون أسابيع. في إيطاليا بدأت القرارات و..و...،وفي ليبيا مجرد تصريحات وزيارات .الشعب ينتظر في خطوة إيجابية لتحسين الحياة التي تزداد الأسعار فيها اشتعالاً ولكن... ذهب الحمار بأم عمرٍو فماعادت أم عمرٍو وماعاد الحمار.

وخبرني يا طير