مع توالي وتسلسل الأحداث قبل وبعد موت رفيق الحريري وحتى اليوم انقسم اللبنانيون إلى فريقين كل فريق يتحدث وينُظر ويتمنى على الآخر أن يغير من فكره ونهجه وأسلوبه لإنقاذ لبنان المتربص به!!. وكلا الفريقين يطلب أن يكون لبنان حصناً منيعاً ضد أعدائه؟ لكن من هم الأعداء..؟
هذه الخلاصة تسمعها إذا انتقلت من قناة تلفزيونية لبنانية إلى أخرى. أو أي قناة تستضيف شخصية من أحد الفريقين، فكلهم -ما شاء الله عليهم- يتحدثون بنغمة واحدة تحمل رسالة بناء وتوحيد للبنان الحرية والسيادة والوطنية والمؤسسات الدستورية والشرعية، وجميعهم مثقفون سياسيون محنكون والحجج لديهم دامغة ثابتة فالعدو واضح والاتهامات جاهزة له، فهم رمز الوطن المؤهلون لقيادته والقانون في صفهم، أما الفريق والطرف الآخر فهو غير شرعي ضعيف ومتغطرس. بعيد عن الواقع والحقيقة الساطعة ولا يريد للبنان الخير بل ويتحمل مسؤولية كل الأضرار. حتى أصبح ما بين الفريقين صراع على السلطة وتحول إلى استراتيجية لتمزيق لبنان (تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى).
الكل يتحدث -ولكن بآذان غير صاغية- حتى وقع لبنان في بحر من المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتتالية. ماتنتهي مشكلة إلا وتظهر أخرى.
الغريب أن كل فريق يضم معظم الطوائف (سنة وموارنة ودروز) ما عدا الشيعة فهم مع فريق دون الآخر. والعجيب أن حكومة لبنان ومعارضته لهما تركيبة خاصة وفريدة دون كل التركيبات الدولية. فكل فريق يتجاوز الآخر دستوريا ويدعي الكمال وغيرته على مصلحة لبنان.
لكن الثابت لغير اللبنانيين أن بين بعض الفرقاء دعاة شقاق وتفريق ومُسعِري حرب وفتنة ووجودهم أنتج سوء فكر وتخطيط وولد فقدان ثقة بين الأطراف إلى جانب فقدان الموسمين السياحيين. وفي هذا الموسم قفذت قنبلة على مسكن سائح سعودي .والنتيجة الحقيقية والواقعية والسلبية في حق لبنان أنه الخاسر الأكبر، الذي أصبح في وضع صعب ولا يتحمل مزيدا من الضرر المحاط به ما لم يجتمع الفرقاء على حل داخلي موحد على رأسه مصلحة لبنان.
فهل ينحدر حال لبنان واقتصاده بالقيل والقال وكثرة الكلام وإهدار الأموال؟ أم يسكت أهله عن المباح وغير المباح لينصلح حالهم وحال لبنان معهم؟.
التعليقات (0)