بسم الله الرحمن الرحيم.
والحمد لله رب الأرض والسماء والصلاة والسلام على محمد خاتم الرسل والأنبياء وعلى آله الطاهرين الأولياء الأتقياء.
أما بعد........
أخوتي وأخواتي شيعة آل البيت عليهم السلام.
بعد مرور أكثر من ألف ومئتي من السنين لازلنا نتتابع جيلا بعد جيل وخلفا بعد سلف لمواصلة إحياء تلك الذكرى الأليمة ألا وهي ذكرى إستشهاد مولانا وإمامنا أبي عبد الله الحسين بن علي عليهم صلوات ربي وسلامه.
وبالرغم من تلك السنين التي طالما ماكانت تدور أيامها ضدنا – أي ضد أتباع المذهب الحق مذهب أتباع أهل البيت عليهم السلام- ورغم كل العوائق التي وضعها حكام الضلالة والغدر سلف بني أمية الطلقاء الذين حكموا زماننا ومكاننا بحكمهم لبلدانا بمساعدة قوى الكفر والضلال أو بتقوية حكمهم من قبل الشيطان – اليهود – توافقا مع ماتخدم مصالحها في إبقاء تلك الزمر النذلة و والرجسة .
فلازلنا نحن من نعتبر أنفسنا من شيعة أهل بيت النبوة أو على الأقل من محبيهم كي يتلائم المفهوم مع مصداقه.
لازلنا نقيم مجالس العزاء والذكر لتلك المصيبة الأليمة التي آلمت من قبلنا رسول الله وأمير المؤمنين وسيدة نساء العالمين والحسن المجتبى.عليهم أفضل الصلاة والسلام .
وتبعا لما أمرنا به من نص أقوال أئمة الهدى عليهم السلام.
كالقول المشهور. لأبي عبد الله الإمام الصادق عليه السلام .
(((أحيوا أمرنا . رحم الله من أحيا أمرنا)))
فإحياء ذكر وأمر أهل البيت عليهم السلام . تستوعب معاني كبيرة وكثيرة فحياتهم مليئة بالأحداث. ومليئة بالعلم والمعرفة. وكبيرة ومليئة بالحكمة والأخلاق. وواسعة المعاني بالقيم والمباديء من خلال متابعة مواقفهم عليهم الصلاة والسلام.
وبالتالي عندما تحضرنا ذكرى هي من أكبر وأكثرها إنسجاما مع تجددها لما يتلازم من خلالها مواقف بين الفرد وصاحب تلك الذكرى من مظلمة وغدر وقلة ناصر وشحة القوت والخ...
ولكي يمتزج الفرد مع صاحب الذكرى لابد لنا أن نشبعة معرفة بتلك الشخصية وإحاطة بجميع أبعادها التي من الممكن أن نحتويها بعقولنا المحدودة.
وعليه لابد من النظر بإمعان إلى عدة أمور نستطيع من خلالها أن نضع برنامجا يمكن للمرء والفرد الشيعي أن يتدرج عليه كي يصبح أكثر معرفة وتبنيا لهذه الشخصية العظيمة. ولهذه القضية الدهرية التي تزامن كل الأجيال وتقع مصاديقها في كل الأماكن. كما في القول المأثور.
كل يوم عاشوراء... وكل أرض كربلاء... وكل عصر فيه حسين ... وكل عصر فيه يزيد.
فمثلا لابد أن تكثف المحاضرات التي تتناول هذه الشخصية الملهمة من عدة من جوانبها .
الأخلاقية والإجتماعية والجهادية والعقائدية والمبدئية والعلمية وغيرها من مبتنيات تلك الشخصية التي بنيت عليها.
وأيضا أن تتناول كل مبتنيات تلك القضية الخالدة وينظر إلى جميع أبعادها . كما ويجب أن يفهم ماذا أراد منا الحسين عليه السلام.
هل نحن نسير وفق الخط الذي رسمه لنا الإمام الحسين في قضيته الرسالية في كربلاء.
هل أدركنا مطالبه وأصبحت حيز التنفيذ عندنا أم أننا ميعنا تلك القضية بأمور هي في الحقيقة ليست مطلب من مطالب الإمام .وفقط هي أمور لاتتعدى العاطفة فقط .
فمثلا...
الإمام الحسين لم يطلب منا جلد أجسادنا حتى وإن كنا نعبر بهذا الجلد عن تأثرنا بمأساة ماجرى عليه من مصيبة أليمة وعن مدى حبنا وتعلقنا به وبقضيته.
لكنه أراد لنا أن نجلد نفوسنا كي نقضي على تجاوبها مع مغريات أعداء الإسلام وإتباع الأهواء الضالة المضلة.
ثم أننا شوهنا القضية الخالدة بدس بعض الأمور التي لاتتناسب مع ما خرج من أجله الإمام الحسين الشهيد عليه السلام. بل لو دققنا عليها أكثر لوجدناه قد خرج على مثلها وقد أراد محاربتها والقضاء عليها. فإن بقينا على إصرارنا بتبنيها فلا أشك بأننا نشارك يزيد المجرم بقتل الحسين ويقع علينا حق القول الذي يقول بقتل الحسين وأهل البيت في كل يوم بل في كل ساعة ولحظة...
التعليقات (0)