مواضيع اليوم

في قلب المحبين ( قصيدة رثاء للسيد الشاب علي العبدِالله)

عبدالله البن عيسى

2009-08-11 14:10:49

0

 


في قلبِ المُحبينْ

 

تـمـضـي الحيـاةَ بظُلمهـا وبنورهـاَ
وتـضـلُ أنـتَ كـشـعـلـةٍ من دونِهـا


وتـظـلُ أنـتَ كـقـصـةٍ لـم تنـتـهــي
وحِكايَـة ً يَحـلــوا لـنـا تـَجـديــدُهــا


تمضـي السنيـنَ وأنـت فيهـا مُخلــدٌ
وحـُروفِ إسـمـكَ لم يـزلْ تدوينُهــا


وبـيـوم ذكـراكَ الـحُـروفُ تعانـقـتْ
وتَـشَـكـلَّـتْ كي تنعى فينا قصيدُهـا


فـتــلألأتْ دُرَرَ الـحـُروفُ كـأنـهــا
مـاسـاً يـشـعُ مـن الضيّـاءِ بَريـقـُهـا


فـروتْ لنا في النظـمِ قصتـكَ الـتـي
يـبـكـي عَـلـيـهـا الـسَامعونَ لِهَولِهـا


تـَروي وَتـَمـلـئـُهـا الـدُمـُوعَ تَفجُعـاً
فتطـوفُ حَـولـَهـَا أنـهُـرٌ بِدمُوعِهــــا


تبكي الشَبَابَ, لمثلِ عُمركَ مَا رأى
زَهـوَ الحيـاةِ, وَسَـارَ فِـيـهِ وَريـدُهـا


وتـصـيـحُ مـن قسوِ الزمانِ بحرقـةٍ
قـد مـاتَ مـن جـيـلِ الكِرامِ سَليلُهــا

 

وأنــا بـِذكــرِكَ يَـاعَـلِـيُ أنـُوحُ مِـنْ
تـلـكَ الـليالـيَ حـيـثُ كنتَ بُزوغَها

 

آهٍ وآهٍ كــم مــضـَـيــنـَـا طــفــولـــة ً
شَهِدتْ عليكَ بطـَـيــْبـِها وبَـريـئِـهـا


فـكـأنـكَ زهـرٌ عـلى قـلـبِ الــورى
وَكَوَردةٍ يـَحـلـوا إلـيـنـا عَـبـيـرُهــا

 

لَـمْ تـَمـتـِثـلْ كـالـمُـترفـيـن تـطُـلُـبـاً
حَتـَى وَلَـم تَهزُزكَ أنتَ قُصُـورَهـا

 

مُتَـواضِعـاً سَـمـحَ الخَـليـقَـةِ باسِمـاً
قدْ أَجمَـعَـتْ فـيـكَ السِماتُ فُنونَهـا


أأنـوحُ مِـن تِلكَ الدُهورِ لِمـا مَضتْ
وبَقى لـِذكركَ صُورَة ٌ في جيدِهــا؟


أبكـي وتـبـكـي النـاسُ خلفـيَ شِــدة ً
حـيـثُ الـسـمـاءُ بكت على قنديلِـهـا


وبـيـومِ دفـنـكَ شـيّـعـتـكَ جـمـاهـِــرٌ
تبكـي وتـلطـمُ بالرحيــلِ رُؤوسَـهـا


والنـاسُ خلفـكَ كالزهـورِ تساقطـوا
وتـَمـزقـوا حَـتـَى أُبـيــنَ ذَبـولـُهـــا


وبوضعِ نعشكَ في الترابِ تلاحقتْ
تِـلـكَ الدُموعَ فـأورِقـتْ مـن دُورِها


فَـبـَكـتـكَ أرضٌ لفـعـتـكَ بِـحـظْـنـِها
وتـصـبـغـت هـذي الـدُنا بـأفـولـِهــا

 

وتـوشـحَـتْ هَـجـرٌ بـثـوبِ سَوادِهـا
ومـن الأسـى قـد أطـبـقـتْ بجفونهـا


وبـَكـتـكَ يـَابـنَ الأكـرَمـيـنَ تـَألُـمــاً
يَابـنَ الأصـولِ ويابنَ نـسلِ فـُحُولِها

 

والـيـومَ تـبـقـَى يـَاعَـلـــيُ بِـقـلـبِـنــا
كَـنـَشـيـدةٍ يـَحـلـوا لَـنـَـا تـَرتُـيـلـُهـــا


وبـِفِـكـرِنـا وَمَـسـيـرِنـَـا لاتـَنـتـَهــي
بـَل تَـسـتـجـدُ علـى الزَمَـانِ بِجيلِهــا

 

عبدالله البن عيسى

 2008




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !