عرس الرشيد على زبيدة بنت جعفر بن المنصور سنة 165هـ
قدم الرشيد في هذا العرس لزبيدة ما لم يقدم لامرأة قبلها من الجواهر والحلي والتيجان والأكاليل وقباب الفضة والذهب والطيب والكسوة .
وأعطاها الرشيد ( بدنة ) وهي ضرب من القمصان الرقيقة تلبسه النساء مما يلي الجسد وكان هذا الثوب من الأموال التي صارت الى العباسيين حين أزالوا ملك بني أمية . وكان يعد من النفائس ، وهذه البدنة كانت ( لعبدة بنت عبد الله بن يزيد ابن معاوية ، امرأة هشام بن عبد الملك ) . ولم يرى مثلها ومثل الجواهر التي كانت عليها ، وكان في صدرها وظهرها خطان من الياقوت الأحمر وباقيها من الدر الكبار الذي لا مثيل له .
وقد جرى العرس في قصر الخلد ( قصر بناه المنصور في بغداد بعد الانتهاء من بناء مدينة بغداد ، وحشر الناس من الآفاق وفرق فيهم من الأموال شيء عظيم ، فكانت الدنانير تجعل في جامات من الفضة والدراهم في جامات من الذهب ( والجامات جمع جام وهو كأس من الزجاج ) ونوافج المسك وجماجم العنبر والغالية في بواطي من زجاج ويفرق من ذلك على الناس ويخلع عليهم خلع الوشي المنسوجة .
وأوقد في تلك الليلة بين يدي العروسين ( الرشيد وزبيدة ) شمع العنبر في أتوار الذهب ( الاتوار جمع تور وهو الاناء ) وأحضر نساء بني هاشم وكان يدفع الى كل واحدة منهن كيس فيه دنانير وكيس فيه دراهم وصينية كبيرة من فضة فيها طيب ، ويخلع عليها خلعة وشي ثقيل ، وبلغت النفقة في هذا العرس من مال بيت المال ( سوى ما أنفقه الرشيد ) خمسين ألف درهم .
ملاحظة : زبيدة ، هي بنت جعفر بن الخليفة العباسي عبد الله المنصور ، هاشمية ، عباسية ، اسمها الحقيقي أمة العزيز ، كان جدها ابو جعفر المنصور يلاعبها ويرقصها في طفولتها ويقول لها زبيدة ، فغلب على اسمها ، أنجبت لرشيد ولده الأمين ، توفيت سنة 216 هـ .
المصدر:
سلسلة عالم المعرفة العدد 80
الزواج عند العرب في الجاهلية والاسلام ( دراسة مقارنة )
الدكتور : عبد السلام الترما نيني
التعليقات (0)