في فتوى شيخ الأزهــر نظـــر
حملت لنا المواقع والصحف الألكترونية خبرا مفاده أن شيخ الجامع الأزهر د. أحمد الطيب قد أفتى بأن من يعرقل إتمام المصالحة الفلسطينية آثم وعقابه عند الله يوم القيامة، وأن المصالحة الفلسطينية فريضة شرعية وواجب مقدس.
جاء ذلك خلال استقبال شيخ الأزهر وفداً من شخصيات فلسطينية مستقلة أمس الأربعاء 30-6-2010.
د.أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر
وبالطبع (وربما لأسباب فنية بحتة) لم يحدد شيخ الجامع الأزهر الجانب الذي يعرقل هذه المصالحة وجميعنا يعرف أن حراك المصالحة إياه بين حركتي فتح وحماس إنما يجري تداول لعب الأدوار فيه عدة أطراف هي:
1) حركة حماس.
2) حركة فتح.
3) مصر والولايات المتحدة بالوكالة عن إسرائيل (في مناصرة حركة فتح).
4) إيران ... ثم تركيا مؤخرا (في مناصرة حركة حماس).
وعقدة المنشار في الخلاف الفلسطيني الآن تكمن في جدلية الإستسلام لإسرائيل والتسليم والإعتراف بالهزيمة . وقبول إعلان محمود عباس بأنه لم يعد يمتلك خيارات في مواجهة إسرائيل.
وقد حاول إعلام التطبيع العربي (المدفوع الأجر) مع إسرائيل الترويج لهذه الإستراتيجية الجديدة التي أعلنها محمود عباس صراحة بعد رفض إسرائيل إيقاف بناء المستوطنات وهدم المزيد من الأحياء الفلسطينية في القدس لضمها إلى الممتلكات اليهودية.
وشروط المصالحة الفلسطينية التي تطرحها حركة فتح وتتبناها مصر والولايات المتحدة إلى جانبها وترضي بالطبع إسرائيل هي أن تتخلى حركة حماس عن سلاح وإستراتيجية المقاومة وترضى بأن تتحول إلى حزب سياسي أو تنظيم أعزل كحركة الأخوان المسلمين وبما يسهل قياده بعد ذلك وتفكيكه وجعل قياداته وكوادره ومنسوبيه والمتعاطفين معه طعاما للطيور وزبائن للمعتقلات وسجون العار . ثم سلعة تخديرية للإستهلاك المحلي قبيل كل إنتخابات عامة ورئاسية صورية وذريعة لتمديد العمل بقوانين الطواريء.
كان ذلك هو المخطط له والمأمول قبيل اسابيع قليلة ....... ولكن جاء زلزال هز المنطقة بدرجة (8) على مقياس رجب طيب أردوغان وبما لم يكن في الحسبان ؛ حين أفلحت تركيا في قلب كل الموائد وكسر طوق الحصار عن قطاع غزة وإحياء الروح الفلسطينية والعربية والإسلامية من جديد . ومن قبلها أفلح الحرس الثوري الإيراني في تحرير جنوب لبنان ، ثم مساعدة حركة حماس على الصمود والإستمرار في المسير على درب النضال المسلح كخيار إستراتيجي في مواجهة الصهاينة.
دروس تركية في كيفية التعامل مع بني صهيون
ومن ثم فإن التساؤل الذي يطرح نفسه إزاء فتوى شيخ الجامع الأزهر مؤخرا هو :
س1) هل المقصود بهذه الفتوى حركة حماس؟
ج) إذا كان الأمر كذلك فهذه الفتوى مردود عليها بأن الدولة اليهودية لم تضع السلاح بعد حتى تضع حماس سلاحها .....
ومردود عليها أيضا بأن إسرائيل قد أفصحت على لسان ويد نتنياهو وليبرمان أن لا سبيل للإنسحاب من الأراضي العربية المحتلة والعودة إلى وراء حدود يونيو 1967م.
ومردود عليها كذلك بأن حكومة نتنياهو مستمرة في تهويد القدس ومصادرة أراضي الفلسطينيين والتمدد في كافة المناطق الإستراتيجية وذات المردود الإقتصادي في الضفة الغربية.
س2) هل المقصود بهذه الفتوى حركة فتح محمود عباس والوساطة المصرية والبيت الأبيض ؟
ج) إذا كان المقصود بها هؤلاء بوصفهم معرقلين للمصالحة الفلسطينية لجهة سعيهم لتكريس وفرض واقع الإستسلام والهزيمة على الشعب الفلسطيني قاطبة ففي فتوى شيخ الأزهر هـذه نظــر ....
..................
حاشـيـــة:
وعلى نسق هذه الفتوى الأزهرية الحديثة ، ومن باب العشم ليس إلاّ ..... وحتى لا يكون في الفتاوي خيار وفقوس ؛ فيا حبّذا لو شملنا عطف ورعاية شيخ الأزهر فأفتى لنا بعقاب وإثم من يعرقل المصالحة السودانية في دارفور ......
على أية حال وحيث القياس متاح في الشرع والإفتاء والتفسير والتأويل فلا نشك أن شيخ الأزهر لو أتيح له الإفتاء بشفافية في جزاء من يعرقل إتفاق سلام الدوحة يشأن دارفور ويسعى حثيثا لإجهاضه ونسفه . فإنه لن بفتي سوى بأنه [آثم وعقابه عند الله يوم القيامة، وأن المصالحة السودانية فريضة شرعية وواجب مقدس] ........... وإياك أعني وأسمعي يا "جارة الوادي".
التعليقات (0)