مواضيع اليوم

في غمرة الفوضى العربية : نكس رأسك انت عربي

سعيد منصوري

2011-03-06 21:43:03

0

بعد قرار تنحي الرئيس المصري حسني مبارك عن رئاسة الجمهورية خرج مؤسس حركة كفاية حمدي قنديل في احد برامج قناة الجزيرة مبتسما منشرحا رافعا شارة النصر قائلا " ارفع رأسك انت عربي " تذكرت حينها طرفة عن ذلك المجنون الذي سئل عن الجسر لماذا صنع ؟ فأجاب من اجل ان يمر النهر من تحته. هذه هي حقيقة الكثير من الذين اعتقدوا في غمرة الفوضى التي يسمونها "الثورة"
قد حققوا مجدا و صنعوا تاريخا لكن بعد سكرة النشوة و النصر سيجدون انفسهم مجرد عود ثقاب في تدمير اغلى من الحرية و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية و دموع وائل غنيم و دموع عبد الرحمن شلقم انه الوطن.
كان على اصحاب شعار " ارفعك رأسك انت عربي " الذين يجوبون اليوم المنابر الاعلامية مبشرين بعالم عربي جديد ان يطلعوا على تقرير نشرته جريدة نيويورك تايمز الامريكية في 17 فبراير 2011 وصف بالسري يعود الى شهر غشت / اغسطس 2010 جاء فيه ان الرئيس باراك اوباما طلب من مستشاريه في الادارة الامريكية اعداد و تقديم مقترحات لإحداث تغيير سياسي في البلدان العربية من خلال احداث ثورات من شأنها الاطاحة بأنظمة الحكم، التقرير أوضح ان اوباما يميل الى النموذج الاندونيسي حين ساهمت الثورة الشعبية بمساعدة الحكومة الامريكية في الاطاحة بسوهارتو و مهدت لاحقا في فصل اقليم تيمور الشرقية و تشجيع بعض الجماعات في اقليم اتشه و امبون و كلمنتان و اريان جايا على المطالبة بالاستقلال. السيناريو الاندونيسي هو ما يعيشه عالمنا العربي اليوم بكل حيثياته و ابجدياته و تفاصيله ، فبعد الفوضى التونسية و الفوضى المصرية و ما تسببت من انفلات امني لازال جاثما و شاغلا في اجندات الحكومات الانتقالية  بدأنا نتلقف اصوات و حركات تدعو الى الانفصال ففي مصر يتطلع بدو سيناء للاستقلال و أقباط الداخل يطالبون بقيام نظام سياسي جديد قائم على المحاصصة السياسية و تخصيص ربع المناصب السيادية للطائفة القبطية و اطلاق حرية بناء الكنائس و تشكيل محاكم خاصة، في حين ان أقباط المهجر يسعون الى انتزاع حكم ذاتي للمسيحيين ليكون نواة للدولة المستقبلية على غرار دولة جنوب السودان، اما تونس فالحركة الامازيغية تتجه الى التصعيد لاستعادة الحقوق التاريخية التي طمستها الهجرات العربية خلال الفتوحات الاسلامية حسب ادبيات الحركة و هذا سيشكل انتكاسة للدولة المدنية التي رسختها البورقيبية و البنعلية و العودة قهقرى الى التمترس داخل الاثنية و العصبية، السناريو الاندونيسي يمكن استنساخه كذلك في الفوضى – الثورات- التي تعرفها البحرين و اليمن و ليبيا و السعودية و الاردن اذا ما سقطت انظمة الحكم حيث سيفتح  المجال للقبلية و اطلاق العنان للعشائرية و المناطقية.
واهم اذن من يحدثنا عن بطولات شباب الفوضى بوك الذين خرجوا في ثورات نباتية من فل و ياسمين و قات و غيرها للمطالبة بالبريسترويكا ( اعادة البناء ) و الكلاسنوست ( الشفافية ) اهم أدوات الكورباتشوفية التي عرفها الاتحاد السوفياتي لنكتشف بعد سنوات ان ميخائيل كورباتشوف لم يكن سوى جزءا من مؤامرة غربية على المعسكر الشرقي، لكن الجديد في عالمنا العربي ان المؤامرة اضخم و اكبر و ادواتها اقوى و انجع بدءا بشباب الفوضى بوك مرورا بتجار الدين و فتاوى من يدفع اكثر و انتهاء بإعلام البترودولار الذي يذكرنا بخطاب اذاعة اسرائيل خلال هزيمة يونيو حين كان جيش الدفاع الاسرائيلي يدعو المواطن العربي الى التخلص من حكامه واعدا بتقديم الخدمات الجليلة .
 اننا نحتاج اليوم كما قال الزعيم  معمر القذافي الى تطهير بلداننا شبر شبر و دار دار و بيت بيت و زنقة زنقة لان المعركة لا ثالث لها اما الموت او الحياة اما ان نحافظ على اوطاننا او نبحث عن وطن جديد يقبل خيانتنا اما معادلة الجيش و الشعب في يد واحدة فيجب رميها في مزبلة التاريخ، و في انتظار ذلك نكس رأسك انت عربي.  

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !