في غرة رمضان يُحرَق الصائمون ويُسحَلون بالشوارع، مجزرة كربلاء شاهدا
لم ينازعهم على كرسي ، ولم ينافسهم على مال ، ولم يشاركهم في عمل ، كان صائما، كان عراقيا، كان عاشقا للعلم ، كان داعيا للحرية والفكر، كان إنسانا، يحب السلام، لكنهم قتلوه، وأي قتلة، لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية، بل حتى في تاريخ البهيمية، لأن الحيوانات عندما يفترس بعضها البعض لا تحرق ، لأنها لا تعرف ثقافة التمثيل بالجثث، هذه الثقافة التي حرمتها جميع الديانات والأنظمة الوضعية حتى بالكلب العقور، لكن ثمة مخلوقات تعشق المُثلة وترقص على فضاعتها، وتسكر برائحتها النتنة هذه المخلوقات فاقت مَن قبلها وتفننت في قبائحها .
مخلوقات فاقت تلك التي قتلت الحسين "عليه السلام" وحَزَّت رأسه لان مَن قتل الحسين اظهر العداء وأعلن الحرب على الحسين فقتله فهو لا يحب الحسين، لا يوالي الحسين، أما هذه المخلوقات فإنها تزعم حب الحسين وموالاته، وتبكي وتلطم عليه، وتحكي باسمه، وتقتل وتسرق وتنهب وتهجر باسم الحسين، هذه المخلوقات تقتل وتحرق الجثث وترقص على الجثث وتسحلها بالشوارع، في شوارع كربلاء وهم يهتفون لبيك يا حسين، هذه المخلوقات أسوأ وأقبح من تلك التي قتلت "مسلم بن عقيل" فأولئك قتلوه وسحلوه بالأزقة، أما هذه المخلوقات تقتل وتمثل بالجثث وتحرقها ...وتحرقها ...وتحرقها وتسحلها بالشوارع ...
هذه المخلوقات المتوحشة تمارس جرائمها النتنة تحت مظلة الفتاوى الطائفية والحكومات القمعية.
إنها الميليشيات قرامطة العصر التي يقودها عبد المهدي الكربلائي والمالكي نفذت جريمتها النكراء في كربلاء بحق المرجع الصرخي ومقلديه بأوامر من إيران الشر والمرجعية الخاضعة لها، لأنهم رفضوا الطائفية، رفضوا الفتوى الطائفية، رفضوا قتل إخوانهم السنة، رفضوا التقسيم، رفضوا التهجير، رفضوا التبعية، رفضوا المشروع الإمبراطوري الشعوبي الإيراني، رفضوا الفساد، والمفسدين والظالمين رفضوا كل رذيلة وجريمة ....
هنا يسحب "مسلم بن عقيل" من جديد ...هنا المخلوقات النتنة تفوقت على "ابن زيادة" في قبحها أحرقت الجثث وسحلتها في الشوارع.
في هذا الفيديو تشاهد الجريمة على حقيقتها
https://www.youtube.com/watch?v=gkTN8SQI3zE
بقلم
احمد الدراجي
التعليقات (0)