في عيد الحب لكم منا كل الحب.. والى اللقاء
يحتفل الشعب الاسرائيلي اليوم بعيد الحب الذي يصادف يوم 15 آب حسب التقويم العبري ويسمى تو بآب أي الخامس عشر من آب، ويحل في مثل هذا اليوم كل عام مع اكتمال بدر آب حيث يكون موسم قطف العنب في ذروته.. ويرتبط عيد الحب الاسرائيلي ارتباطا وثيقا بموسم العنب شأنه شأن باقي الاعياد الاسرائيلية التي تكاد ترتبط جميعها بمعاني زراعية – الى جانب المعاني التاريخية والدينية - كونها تحل في مواسم زراعية.. عيد الفصح او عيد الربيع يحل في موسم الربيع وعيد الاسابيع هو عيد الحصاد وهلم جرا.. الامر الذي يحمل دلالة رمزية تشير الى عراقة شعبنا وأعيادنا..
والاحتفال بعيد الحب تقليد غائر في القدم.. فقد ورد له ذكر في التوراة سفر القضاة، وأشار اليه نشيد الانشاد بالتلميح الى العلاقة الازلية التي تربط الحب بالكرم، وورد شرح عن العيد في التلمود، ويفهم من النص بان بنات أورشليم واسرائيل كانت تستعير ثيابا لتتزين بها وتنزل الى كروم العنب ترقص وتمرح وتعرض كل فتاة ما لديها هذه تعرض جمالها وتلك تتباهى بدينها وأخلاقها وثالثة تتفاخر بنسبها وأخرى تصرف الانتباه الى مالها وثراءها... اما استعارة الثياب فحتى لا تشعر احداهن بانها فقيرة والاخريات من بنات الاغنياء.. فكلهن سواسية في هذا اليوم ولا فضل لبنت الغني على بنت الفقير.. كل فتاة تستعير ثوبها الابيض وتمضي فرحة الى كرم العنب تشارك ذويها واهل بلدتها فرحتهم في القطاف وتتجول في الكرم عارضة جمالها ومتباهية بأدبها وحسبها لتعود الى ذويها في ذلك اليوم وقد ظفرت بعريس !
وقد تنبه حكماءنا السلف الى أهمية هذا اليوم لما يرافقه من فرصة سانحة للتعريف بالزواج ومعايير اختيار شريكة الحياة فذكروا ان الفتاة تنكح لجمالها ومالها وحسبها ونسبها وأدبها وخلقها وعقلها، لافتين الى ضرورة الانحياز اولا الى ذات العفة والدين والخلق.. وورد في التلمود على لسان العلامة شمعون بن جمليئيل قوله إن شعب اسرائيل لم يعرف فرحاً وبهجة كما عرفها في 15 آب وفي يوم الكفارة كيبور..
اما أناشيد الفتيات في يوم 15 آب فصارت مذهب الامثال وبصمة فولكلورية تناقلتها الاجيال.. هكذا كانت تنشد الفتيات على مسمع شبان القرية الذين يؤمون كروم العنب لاختيار شريكة حياتهم: "أنظر ايها الشاب ما انت مقبل عليه اليوم من اختيار عروسك وشريكة حياتك.. لا يغرّنك الجمال والحسب.. ولا تخدعنّك المفاتن الزائفة والزائلة.. فاظفر بذات الدين والتقوى"......
وما زال العيد يحظى بمكانة خاصة في زمننا الحاضر.. فتزدهر مظاهر التعارف ومكاتب الزواج .. وتشهد الحفلات الغنائية رواجا كبيرا ويتجمّل الشباب والفتيات بجميل الثياب وتنتعش السهرات وتعم الافراح والليالي الملاح وتقام المأدبات وتقدم مشروبات العيد وتعد الاكلات الخاصة ..
اما عائلتي فبعد ليلة ليلاء طويلة وحافلة بادرت زوجتي أمدّ الله في عمرها الى اعداد هذه الوجبة الخفيفة فكانت مفاجأة سارة جعلتنا جميعا نفرح ونبتهج وأقبل اولادنا الثلاثة على تناول سلطة التين بنهم كبير.. والتين له معزّة خاصة عند زوجتي راحيل لحلاوة مذاقه فهي تحضره بنفسها طازجا وجافا .. ولم يفوتها ان تحكي للاولاد عن ادم وحواء وهما يخصفان عليهما من ورق التين وعن أهمية التين في التراث الاسرائيلي كونه واحدا من الاشجار والغلال السبع التي وقّرتها التوراة ...
على كل حال نحن مقبلون على سفر وهذه فرصة ان نستودعكم ونترككم في رعاية الله وايلاف .. لا ندري كم سيطول سفرنا.. أرنون سيكون هنا فقد تعلمنا الدرس واستوعبنا تحذير الادارة سابقا ان لا نترك المدونة مشاعا لكل ما هو مخالف للنشر خلال فترة غيابنا.. ولم تنسى زوجتي ان تحذر أرنون بتجنب العصبية الزائدة حين يتعارك مع السعودي السني !!
وهذه الهدية الصباحية من جوجل الاسرائيلي الذي تحلّى بحلة جديدة ايضا :
الى اللقاء
وكل عام وانتم بكل خير وحب وأمل
التعليقات (0)