مواضيع اليوم

في عصر «بلوتوث» و«شات» و«فايس بوك» شباب يستدرجون الفتيات بوسائل تكنولوجية

روح البدر

2009-07-19 07:38:32

0

في عصر «بلوتوث» و«شات» و«فايس بوك»
شباب يستدرجون الفتيات بوسائل تكنولوجية

الدوحة - سحر ناصر
بالتزامن مع ارتفاع حرارة الطقس في الدوحة، تلتهب حرارة التعارف عبر «بلوتوث» و«شات» و«فايس بوك» وغيرها من الوسائل الترفيهية، التي تجذب الباحثين والباحثات عن قصة حبّ صيفية لا تدوم غالباً حتى موسم الخريف المقبل. وينطلق هؤلاء في رحلة ممتعة زاخرة بـ «SMS» و «EMAIL» والمكالمات الهاتفية، فتُضرب المواعيد في أروقة المجمعات التجارية المكيّفة، وفي زوايا المطاعم والمقاهي الراقية المتخفية بفنادق «الخمس نجوم». وبعد أشهر قليلة، تدّق «ساعة الجدّ» حيث تجد الفتاة نفسها هائمة في حلم الزواج، في مقابل شاب لم يفكّر يوماً بالارتباط منها كونها لا تعدو بنظره سوى «إضافة» جديدة لرصيد علاقاته المكدسة في حافظة هاتفه الجوال، والهدف من وراء ذلك التباهي بين أقرانه.
ورغم سهولة التنقل بين مغامرة وأخرى في يومنا هذا، إلا أن «المغامر» أو «الدون جوان» لا يترك فريسته فجأة، بل يتخذ من الحجج والأعذار الواهية ذريعة يختبئ خلفها لوضع حدّ لعلاقة كان وما زال الرجل الشرقي يؤمن بها على أنها «نزوة» لن تتوج يوماً بالزواج. فما هي أهم هذه الذرائع التي يتحجج بها الشاب للتهرب من «خليلته» أو «معشوقته»، وكيف يمكن للفتاة أن تتجنب الدخول في علاقة لا مستقبل لها، وأن تضع حداً لهذه العلاقة قبل وقوع الأذى سواء كان معنوياً أو مادياً وأحيانا كثيرة جسدياً.

علاقات بغرض «التسلية»

في هذا السياق، تقول رنا (23 عاماً) إن «الشاب الذي لا نية له بالارتباط غالباً ما يقول للفتاة إنه لا يمتلك القدرة المادية على الزواج، ولن يتمكن من تأمين المستوى المعيشي اللائق لها، وأنه يمكن لها الزواج برجل أفضل منه مادياً ومهنياً. وإما أن يتذرع بالخوف من الارتباط حالياً، فيقول لها إنها عليها الانتظار ريثما يستعد لذلك»، مضيفة «وغالباً ما يزعم أنه لا يحبّذ عمل المرأة وأن عليها أن تبقى في المنزل من دون علم أو عمل لتتفرغ لتربية الأطفال. ومنهم من يزعم أن والديه يريدون له الزواج من قريبة له، وأن أهم ما في الدنيا هو رضا الوالدين». هذا ما يؤكده عليه محمد (26 عاماً) الذي أشار صراحة أنه إذا ما أراد التملّص من علاقة ما يتذرع بوالدته وشقيقته وبأنهن لا يريدون له الزواج من هذه الفتاة، قائلاً لها: «إنهن يدفعنني للزواج من قريبتي»، مبتسماً: «وهكذا أضع حدّاً للعلاقة التي أريد التخلص منها».
بينما يرى حسين (29 عاماً) أن «الوضوح والصراحة منذ البداية هو أفضل حلّ، وأن الصدق قادر على وضع حدّ أي علاقة مهما كان نوعها بأقل قدر ممكن من الأذى المعنوي الذي قد يسببه الرجل للفتاة أو على العكس». ولكن الصدق الذي تحدث حسين عنه لم يسر على علاقة حنان وغالب، إذ بعد أشهر قليلة من التعارف والمكالمات الهاتفية واللقاءات «ذات المسافات البعيدة»، لم يعد غالب يجيب على اتصالات حنان لمدّة أسبوع، إضافة إلى تذرعه دائماً بأنه مشغول في العمل أو السفر بغرض العلاج من مرض يمنعه من الزواج حالياً، ما دفع حنان إلى التعلّق به أكثر، رافضة التخلي عنه، ومشجعة إياه على إجراء الجراحة اللازمة، فكان جوابه بأنه «خائف من إجراء العملية الجراحية وأنه لا يفكر في الزواج حالياً».
ويستمر صاحب النوايا الخبيثة في اختلاق الأعذار والحجج حتى تملّ الفتاة من سلوكياته، وتدرك في قرارة نفسها بأنه لا يرغب في الارتباط بها، وفي هذه الحالة تفضلّ الانسحاب والمضي قدماً في حياتها حفاظاً على «ماء الوجه»، ومنهنّ من يقع في حالة إحباط تولد لديها عدم ثقة بمن حولها، وتنتقص من ثقتها بنفسها، ويجعلها ضحية مرّة ثانية لعلاقة «إلكترونية» فاشلة.
وفي تفسير لهذه الظاهرة، ينطلق الاختصاصي النفسي في إدارة التربية الاجتماعية ورئيس برامج الخدمات النفسية بالجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة الدكتور طارق العيساوي من قاعدة مفادها أن «العلاقات التي تنشأ عبر الهاتف الجوال، وقنوات الإنترنت هي سلوك منحرف يخرج عن إطار الشرع والقيم والمبادئ»، مؤكداً على أنه «لا بدّ للفتاة أن تدرك أن إقامة كلّ علاقة خارج نطاق الأسرة وخارج نطاق الشرع ومن خلف ظهر الوالدين هي علاقة غير سوية يشوبها الفشل. فلا يوجد شاب عربي أو مسلم أو عاقل يُقدم على الزواج من فتاة ستحمل اسمه، تعرّف عليها عبر الهاتف أو من خلال «بلوتوث» أو «فايس بوك» أو بعد اللقاء خلسة في المجمع التجاري»، مشدداً على أنه «في تكوين التراث الفكري العربي كلّ شاب تمكن من إقامة علاقة مع فتاة أيا كان نوعها، وأصبح فيها نوع من الحميمية الزائدة لن تؤدي مطلقاً إلى الزواج، لأن الشاب يظلّ في حالة من الشكّ والتوجس من هذه العلاقة، حيث يردد بينه وبين نفسه بأن هذه الفتاة قد تكون أقامت مثل هذه العلاقة مع غيره».
ويعتبر د.العيساوي أن «أي علاقة خارج نطاق الأسرة عادة تكون علاقات يشوبها الكثير من المشكلات، خاصة في المجتمع الخليجي حيث يتزوج الرجل من خلال الأسرة والمحيط الاجتماعي وفق العادات والتقاليد الأسرية والقبلية. وإقامة هذا النوع من العلاقات العاطفية من وجهة نظره هو فقط من أجل التسلية، أو من أجل اكتساب خبرات معينة في جوانب مختلفة، أو من أجل ما يسمى بعملية المحاكاة من المحيطين، حيث يشعر أنه يستطيع أن يقيم علاقات مع الجنس الآخر وما إلى ذلك»، لافتاً إلى أنه «قد تكون للفتاة أيضا الرغبة في التعارف ولو كان ذلك من خلال الوسائل التقنية الحديثة، وذلك انطلاقاُ من رغبتها بالارتباط بشاب ميسور الحال لإعطائها بعض الامتيازات، وهذا ما ينظر إليه من قبل المجتمع العربي والإسلامي بأنه نوع من السلوك المنحرف الذي يخرج عن العادات والتقاليد، لأن الأنثى في هذا النوع من المجتمعات كما هو معروف لديها الوصي الشرعي سواء كان الأب أو الأخ، والزواج يكون عن طريقهم».
ويشير د.طارق إلى أنه «قد يكون هناك الكثير من الفتيات اللواتي يقدمن على التعارف بسبب المشكلات الأسرية المحيطة بهن، كالانحلال أو التفكك الأسري وغيرها من المشكلات، كالطلاق، والهجر وما إلى ذلك. وقد تكون لديها بعض المشكلات الاقتصادية، فتلجأ إلى معالجتها من خلال التعرّف على شاب ينفق عليها، وقد يكون لديها مشاكل نفسية ناجمة عن عدم تحقيقها لنجاحات أو تعرضها في حياتها إلى كثير من مواقف الإحباط والفشل، فيكون الشاب ذلك الملاذ الذي يعوّض بعض مكامن القصور لديها من وجهة نظرها».

مؤشرات كفيلة بكشف «الكذب»

وبين واقع ما زالت تحكمه العادات والتقاليد في الارتباط والرغبة في التعرف على «فارس الأحلام» عبر قصة حبّ عصرية قوامها التكنولوجيا، يقع الكثير من الفتيات في حبال كلام «msg» المعسول، وسحر «النغمة الرنانة» وعالم «فايس بوك الخيالي» ناهيك عن ملهى «chating»، فبعد نظرة الكترونية من خلال «cam» وصور متبادلة، ابتسامة عبر الجوال، ثم موعد قريب في المجمع، لينتهي الحال بنكسة عاطفية سببها تملّص الشاب من الزواج.
ويشدد د. العيساوي على أن «كلّ هذه العلاقات ترجع إلى مشاكل اجتماعية ونفسية واقتصادية عند الشباب والفتيات، في ظلّ المجتمع العربي عموماً والخليجي خصوصاً الذي يتسم بالتطرف والاختلاف في المستويات الاقتصادية، حيث تعمل بعض الفتيات طوال الشهر براتب لا يتناسب وتطلعاتها، لذا ترمي بطموحاتها على شاب يستطيع تلبية أمنياتها. وهناك بعض الشباب والشابات العربيات من يميل إلى إقامة علاقات مع جنسيات غير عربية هروباً من افتضاح أمره أو أمرها»، موضحاً أنه «لا يتهم أحدا، وليس بنيته أي سوء ولكن لا بدّ من وضع علامات استفهام، لأن إقامة هذا النوع من العلاقات المنحرفة التي تقوم على chat،Bluetouth ، sms وغيرها، ستؤدي إلى عواقب غير سليمة خصوصاً وأن الشاب سيتهرب من الفتاة التي تعرف عليها بهذه الطرقة، وسوف يحدث عنده شعور بالتشبع، فيميل إلى التغيير وإلى نسج علاقة مع صديقة أخرى».
وتفادياً لذلك، يقول د.العيساوي: «في ظلّ العادات التي يقوم عليها المجتمع القطري، على الفتاة أن تحترم هذه التقاليد والعادات، وأن تعي العرف العائلي الذي تقام على أساسه العلاقات الزوجية، وأن تكون على يقين أن المجتمع العربي قائم على عرف «دخول البيوت من أبوابها» أو على ما يعرف بـ «الوسيط»، وعليها أن ترى هل إن هذا الشاب مستقل مادياُ ولديه إمكانية لإقامة هذا الزواج حيث تقع عليه المسؤولية الاجتماعية والأسرية والمادية وخلافه، وأن تدرس التقارب في المستوى الثقافي والتعليمي والعمر. كما أن عليها أن تراقب مدى التزامه بالعمل ومهامه الوظيفية وطموحاته وعلاقاته بالآخرين لا أن تُخذع بالمظاهر. ومن المفيد أن تستشير أصحاب الخبرة من والدتها وأخواتها الفتيات الأكبر سنّاً وأن تكون علاقتها بالطرف الآخر معلنة وليست سرية. وكلّ ذلك يعطي مؤشرات للمبادئ التي يضعها المجتمع لعملية الزواج».
وفي نصيحة إلى الفتيات اللواتي يعشن في حالة مطاردة للشاب الذي يتملّص من الزواج منها، قال د. العيساوي: «على الفتاة أن تمضي في سبيلها، وأن لا تتخذ قرارها انطلاقاُ من الجانب العاطفي والانفعالي، وأن تحكّم جانب العقل والحكمة وتربط الأحداث ببعضها، لتصل إلى رؤية واضحة تظهر لها أن هذا الشاب لن يرتبط بها، وأن المسألة لا تعدو كونها مرحلة من مراحل التسلية. وعليها أن تعي أن مسألة الإلحاح على الشاب قد تؤدي بهذا الأخير إلى أن يبتزها عاطفياً أو مادياً. فالحكمة هي أن تتمسك بما وضعه الشرع والتقاليد والعادات الاجتماعية من أصول، وأن تعلم أن تهرّب الشاب منها مؤشر خطير، حيث يعمد هذا الأخير في معظم الأحيان إلى رسم الخيوط للإيقاع بفريسته فيتفنن في طرق تطوير هذه العلاقة عبر شبكة الإنترنت، أو عبر الهاتف الجوال، ليستدرجها إلى لقاء. وما ينجم عن ذلك التغرير بالكثير من الفتيات، نتيجة علاقة خارج نطاق الأدب والأسرة، ما يؤدي إلى تفاقم المشكلة وانتشارها، فالشخص الكذاب هو من يضع الحجج، حجة تلو الأخرى، ولا يوجد شاب عربي يثق بالزواج من فتاة استدرجها عن طريق الإنترنت أو الموبايل».


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !