العصمة المكتسبة شماعة لتبرير الانحراف والخداع والاستئكال.
الصرخي يغرِّد: استاذنا الصدر(رض) عالم ناصح..غير معصوم.
رسالة الى أتباع التيار الصدري/ح5
أحمد الدراجي
بعد أن ثبت بالدليل العلمي الشرعي الأخلاقي أنَّ البرهان المستعمل لأثبات العصمة المطلقة لا يشمل العصمة الثانوية (المكتسبة)، وهذا باعتراف استاذنا الصدر (رض)، وان هذه العصمة لا برهان عليها، وبعد أن ثبت أن استاذنا الصدر ليس معصوما وهذا ايضا باعترافه هو، وبعد... وبعد...
يأتي التساؤل، لماذا هذا الاصرار من قبل اتباع التيار الصدري خاصة مشايخهم وواجهاتهم وقياداتهم على التشبث بهذه القضية رغم عدم قيام الدليل عليها؟
بات الجواب واضحا لكل انسان عاقل هو:
أولا: إنهم يستخدمون العصمة الثانوية (المكتسبة) كشماعة يعلقون عليها عقائدهم وسلوكياتهم ومواقفهم التي لا تنسجم مع الشرع والعقل والأخلاق والانسانية، ولا حتى مع منهج أستاذنا الصدر الذي يزعمون أنه معصوم بالعصمة المكتسبة، من أجل الحفاظ على مصالحهم الشخصية ومكاسبهم الدنيوية، بعد أن جعلوا من أستاذنا الصدر(رض) سُلَّما يصعدون عليه للوصل اليها، فهم قد تاجروا بأستاذنا الصدر ودمه الزكي وظلموه وقتلوه ميتا.
ثانيا: إنهم يستخدمون العصمة المكتسبة لخداع القاعدة الشعبية التي تركها أستاذنا الصدر والتغرير بها واضلالها وحرفها عن منهج أستاذنا الصدر -وباسم أستاذنا الصدر- فأشاعوا بينها أكذوبة العصمة المكتسبة، وأن استاذنا الصدر ترك لهم علم أربعين عاما فحينئذ يجب البقاء على تقليده، وعدم الرجوع الى المرجع الأعلم، بل انقلبوا على هذا الخط الرئيس الذي يمثل جوهر حركة أستاذنا الصدر والعمود الفقرى لها والذي بسببه قُتل أستاذنا الصدر، وقد أعانهم في ذلك نفس القاعدة الشعبية -التي عانت ما عانت- والتي سلَّمت أمرها بيدهم وانقادت لهم انقيادا أعمى، وستناول هذا القضية في حلقة مفصلة بتوفيق الله،
والسبب في قيامهم بصرف القاعدة الشعبية عن خط العلم والأعلمية هو من أجل الحفاظ على مناصبهم و واجهاتهم ومصالحهم الشخصية، لأنهم يدركون جيدا أن خط الأعلم والأعلمية والتحاق الناس به سيكشف جهلهم وخداعهم ومتاجرتهم بالدين والمذهب واستاذنا الصدر، وأنه لا ينسجم مع مصالحهم الشخصية الدنيوية، وأنهم سيفقدون كل الامتيازات والواجهات والعناوين والاموال والمصالح الشخصية التي حصلوا بدون وجه واستحقاق شرعي ولا علمي ولا اخلاقي ولا انساني.
اذن العصمة المكتسبة وغيرها من المسالة الواهية ما هي الا شماعات يرفعها هؤلاء لتحقيق مصالحهم الشخصية ومخططاتهم الدنيوية الشيطانية، وليس حُبا بأستاذنا الصدر، ولا فاءً له كما يزعمون، بدليل أنهم لم يلتزموا بوصايا ومنهج أستاذنا الصدر (رض) الذي يزعمون أنه معصوم، وهذا ما سنتناوله بالتفصيل لاحقا بتوفيق الله.
في تغريدة للمفكر المعاصر الصرخي يقول:
(يَأمرُ النّاسَ بالتّخَلّي عَن عقولِهم وَعَزْلِ تَفكِيرِهم وَالطّاعةِ العَميَاء لَهُ!
يَبْذُرُ بُذُورَ العَقائد الفَاسِدة ويُصوّر البَاطِلَ بِصورةَ الحَقّ
يَرَى نَفْسَهُ أعظَمَ مِن النَّبِي وَالقرآن)، انتهى المقتبس من التغريدة.
قال تعالى:
إالَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَٰذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (51) الأعراف.
من كلام لأمير المؤمنين عليه السلام يصف فيه الضالين المضلين:
(وَآخَرُ قَدْ تَسَمَّى عَالمِاً وَلَيْسَ بِهِ، فَاقْتَبَسَ جَهَائِلَ مِنْ جُهَّال وَأَضَالِيلَ مِنْ ضُلاَّل، وَنَصَبَ لِلنَّاسِ أَشْرَاكاً مِنْ حبالِ غُرُور، وَقَوْلِ زُور، قَدْ حَمَلَ الْكِتَابَ عَلَى آرَائِهِ، وَعَطَفَ الْحَقَّ عَلى أَهْوَائِهِ، يُؤْمِنُ مِنَ الْعَظَائِمِ، وَيُهَوِّنُ كَبِيرَ الْجَرَائِمِ، يَقُولُ: أَقِفُ عِنْدَ الشُّبُهَاتِ، وَفِيهَا وَقَعَ، وَيَقُولُ: أَعْتَزِلُ الْبِدَعَ، وَبَيْنَهَا اضْطَجَعَ، فَالصُّورَةُ صُورَةُ إِنْسَان، وَالْقَلْبُ قَلْبُ حَيَوَان، لاَ يَعْرِفُ بَابَ الْهُدَى فَيَتَّبِعَهُ، وَلاَ بَابَ الْعَمَى فيَصُدَّ عَنْهُ، فَذلِكَ مَيِّتُ الاَْحْيَاءَ).
التعليقات (0)