خسرت المعارضة اللبنانية رهان الوصول الى السلطة و في أن تصبح الأكثرية! نقطة على السطر.
الخسارة فادحة و مؤسفة و هي صدمت الخصوم قبل الحلفاء و شتتت آمال القاعدة الشعبية و بشكل خاص المسيحية!
لا مكان الآن لعرض الأسباب التي ادت الى الخسارة فالأفضل التفكير بالمرحلة المقبلة وكيفية مواجهة الاستحقاقات القادمة و تصحيج الأخطاء والاستفادة منها.
الوضع لا يبعث على الارتياح وعلى المعارضة القيام بسلسلة خطوات أهمها:
- مراجعة هادئة مع جميع قيادات المعارضة لاخطاء المرحلة السابقة وللخطاب السياسي خصوصا في الأسبوعين الاخيرين قبل الانتخابات و اجراء نقدا ذاتيا شجاعا لكل ما جرى.
- وضع استراتيجية مفصلة وواضحة تحتوي على الخطط السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاعلامية لمواجهة استحقاقات مرحلة الأربع سنوات المقبلة و البدء دون تردد ببناء دولة القانون و المؤسسات و الدولة المقاومة .
- انشاء جبهة معارضة موسعة متماسكة و متناغمة في جميع اعضائها لها قيادة واحدة لوضع هذه الاستراتيجية.
- اعادة صياغة الخطاب السياسي على ان يكون جامعا واضحا واقعيا مرنا موحدا" مسؤولا مقرونا بافعال على الأرض و عدم الوقوع في الصراع الطائفي والمذهبي بل مواجهته بكل الوسائل الحضارية والابتعاد عن المكابرة.
- على الأحزاب والتيارات المنضوية في المعارضة اعادة ترتيب بيتها وتنظيم صفوفها وتصحيح مسارها و انتقاء كوادرها بما يتناسب مع الاستراتيجية المذكورة وافساح المجال امام وجوه جديدة تكون اكثر شبابا و ديناميكية.
- اعتماد سياسة اعلامية واحدة جديدة ومتجددة ومنفتحة اساسها الفكر المقاوم والبناء، تكون اقرب الى القواعد الشعبية كلها وتخاطب الجمهور بموضوعية وشفافية وتعالج بشجاعة وواقعية و بشكل حضاري و عصري كل المواضيع المطروحة.
- الاسهام بشكل فعال في معالجة القضايا الاجتماعية والحياتية اليومية الملحة ووضع الخطط لمعالجة الازمات الاقتصادية ، و طرح البرامج لمعالجة مشاكل الطبابة، التعليم، ضمان الشيخوخة، البطالة، الهجرة
والتركيز على الإنماء في كل المناطق اللبنانية بشكل متوازن بدءا" بالمناطق الأكثر حرمانا"
- ان تحسم القيادة خياراتها من مسألة الحوار مع الاطراف اللبنانية الاخرى فإما الذهاب الى الحوار وعندها يجب ان تتوقف الحملات الاعلامية والتحريض اواختيار عدم الحوار و هدا يعني طريقا آخر.
- العمل على تحصين الجبهة الداخلية والتواصل مع الجميع لمواجهة العدو الصهيوني وهذا يعني القيام بحملات توعية وتثقيف وايقاظ الاحساس بالمواطنية والوجدان الوطني
- معالجة الأزمات والمطالب مهما كانت بالوسائل الديمقراطية والحضارية وبالحوار البناء وعدم الانجرار الي اساليب العنف في الداخل .
هذه فقط بعض الخطوط العريضة والتي هي انقاذية يمكن الاخذ بها او ببعضعا وان كانت قاسية في بعض جوانبها ولكنها ليست اقسى من الخسارة التي منيت بها المعارضة بل هي اقل ما يجب فعله في هذا الصراع على الوجود.
التعليقات (0)