في شان قولان نقصان عقل المراة

 في شان قولان نقصان عقل المراة 
استغرب جدا الاستدلال بنقصان ونصفية المراة نتيجة لهذه الاية { وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنْ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى } البقرة .. الاية تتحدث عن حالة محددة وهي البيع والشراء وكذلك ذكرت علة محددة وهي - اي العلة - قد تكون متوافرة وقد لا تكون متوافرة في كل النساء .. اضافة الى ان الرجل نفسه قد يكون فيه هذه العلة خاصة ان النسيان مرض قد يصيب الرجل والانثى على السواء وهذا ما دفع بالقول ان المقصود هو قلة خبرة المراة في هذا المجال مجال البيع والشراء ومعروف ان القران في الكثير من اياته وردت باسباب نزول - فمجتمع المدينة في حينها لم يكن مُلِمة نسائه بالتجارة والبيع والشراء وقطعا ليس كلهن ولكن الغالبة لا تعمل في هذه المهنة والخروج الى الاسواق , الا في حالات نادرة جدا خاصة ان المجتمع كان حديثا بالاسلام , ولا تزال عادات وتقاليد ما قبل الاسلام موجودة وهذا لا يقطع ولا يدعم حجة ان تشريع المدينة خاص بذاك الزمان ولا يصلح الان لان الشاهد ان القران في كثير من الاحكام لم ينزلها دفعة واحدة بل في تدرج مثل تحريم الخمر لم ياتي دفعة واحده فبدا من قوله تعالى ((ويسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما )) -البقرة - الآية 29
وقوله في سورة النساء (( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى )) النساء 743 الى درجة التحريم(( إنما الخمر والميسر والنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ((المائدة 90-91)).

اذا القول والتمسك بان شهادة المراة دليل على دونية المراة ونقصان عقلها او نصفيتها للرجل قول مردود والاغرب انه يتم التمسك بهذه الاية وتعميمها والتقاضي عن اية اخرى اورِدُها من باب المثال وهي اية الملاعنة يقول الله عز وجل ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ) (النور:6- 9) ويفترض هنا ان الملاعنة اشد من الشهادة في قضية بيعية ولانها تطرد العبد والعبدة من رحمة الله
وكيف يتم التفريغ بين الرجل وزوجته بناء على اعتماد شهادة امراة ناقصة عقل ودين ؟؟

فشهادة المراة هنا متساوية مع شهادة الرجل واذا كانت شهادة المراة في المبايعة واجبة التعميم والاطلاق - اي انها تنَصِف المراة مطلقا - لطلب شهادة امراة ثانية هنا الى جانب شهادة الزوجة 
لماذا هنا تساوت شهادة الرجل والمراة ولا يعمل بها او يستدل بها 
اليس غريبا ؟؟!!
ان الاية لم تقل انثتان وهنالك فرق بين ان نقول امراة وان نقول انثى فكل امراة انثى وليست كل انثى امراة فالسياق القراني في استخدام كلمة امراة لا يكون الا للانثى المتزوجة اما عند الحديث عن النوع فيتم استخدام النوع - الانثوية - ويقال للانثى المتزوجة الواحده امراة وللجمع نساء و للنوع الواحدة انثى والجمع اناث .. وفي الثواب والعقاب الدنيوي والاخروي تساوت اعمال الذكر والانثى عند الله تعالى ولا فضل ولا درجات لاي منهما الا بالتقوى واذا كان هذا هو المقياس الرباني فمن نحن البشر ؟!! يقول الله تعالى في سورة آل عمران آية رقم 195 {فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض ... الاية ) وفي سورة االحجرات الاية 13 قال الله عز وجل { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا} لم يقل الله سبحانه انا خلقناكم من رجل وامراة فليس اصل الانسان الا من ذكر وانثى ولا تكون المفاضلة النوعية في الاعمال الا بالتقوى سوا بين الذكر والذكر او الذكر والانثى او الانثى والانثى والانثى والذكر ... هذه هي القاعدة العامة { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَاكُمْ} .
واذا كانت شهادة ( الانثى او المراة ) مطلقا ناقصة وكان هذا دليل دونيتها فمن المحال ان تكون اعلى درجة في الكرامة عند الله من الرجل او الذكر وهذا يتناقض مع كلام الله تعالى وعند تناقض وتعارض حديث مع اية يتم العمل بالاية وترك الحديث فالمراة ليست ناقصة عقل ولا دين والا لاصبحت الجنة حصريا للذكور دون الاناث وهذا ايضا يتناقض مع عدالته عز وجل ..
محمد حسن العمدة 
في 17 مارس 2013