في سبيل الوطن والناس
كمال غبريال
الحوار المتمدن - العدد: 3731 - 2012 / 5 / 18 - 12:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
• أنا شخصياً لا أحب المجاهدين في سبيل الله. . أحب فقط المجاهدين في سبيل الوطن والناس. . استهداف رجال الدين للمرأة مرتبط باستهدافهم للفن والأدب، هو استهداف للجمال في الحياة، فلا يتبقى إلا القبح الذي تجسده لحاهم وكروشهم المنتفخة. . ستظل مصر تنحدر من سيء إلى أسوأ حتى يبدأ رجال الدين في البحث عن رزقهم بمهنة شريفة كبيع البطاطا والذرة المشوية. . أقترح تكوين جماعة باسم "أولاد الأنبا بيشوي"، يكون شعارها "سنحيا خرافاً"، ومفيش حد أنيل أو أعبط من حد.
• ليس في الأمر سرقة ثورة أو ركوبها أو مؤامرة محلية أو كونية فكل هذه تماحيك تافهة فهي ثورة إخوانية بجدارة. . خرج الشباب لفتح الطريق، ثم جاء الإخوان ليجعلوا منها ثورة بحق. . هي إذن ثورة لذئاب الظلام سعياً لتحقيق أحلامهم السوداء، بغض النظر عمن بدأ الصيحة الأولى.
• واضح أن مجلس قندهار يعمل بدأب وهمة عالية في إنجاز مهمته بهدم كيان الدولة المصرية بتوظيف صلاحية تقديم مشاريع قوانين تقوض العدالة وتنتهك سيادة القضاء. . سترون الديكتاتورية على أصولها يا ثوار الغبرة.
• ارتكبت جريمة في حق نفسي تسبب فيها حماسي، وهي تأييدي للثورة باعتبارها ثورة من أجل الحرية والحداثة، وتجاهلت ما أعرفه جيداً ربما أكثر من أي أحد آخر، أن مصر شبه خالية من الليبراليين، وبالتالي فثورتها لن تكون إلا سعياً للعودة للخلف وتفاقماً للعداء مع العالم وحضارته، مرة باسم الإسلام وأخرى باسم العروبة، وليس لي في كليهما نصيب. . هكذا لو امتد بي العمر فسأكون دوماً ضد أي ثورة مصرية، حتى لو كانت على الشيطان ذاته!!
• إذا رأيت أعداداً هائلة يحاولون بشتى الطرق تلويث سمعة رجل شريف، دون وازع من ضمير أو احترام للإنسانية، يبقى أنت أكيد في مصر، ويبقى الرجل الشريف هو الفريق أحمد شفيق. . من يهاجمون أحمد شفيق إما ناس مخلصة طيبة تريد حالة ثورية نموذجية في ظروف غير مواتية، وإما عاهات ثقافية وسياسية تطير عقولها المتهوسة من تواجد رجل شريف ينظر إليها باحتقار. . من تثبت المحكمة أنه فاسد فهو فاسد، أما تلويث سمعة الناس بكل سهولة ويسر فهذا هو الفساد الحقيقي.
• إذا كنا الآن في عهد الثورة فهو عهد الفوضى وانتهاك القانون ومسح البلاط به من قبل المسؤولين وليس فقط العامة، وعهد التهريج والجهل وقلة الأدب، كما أنه عهد خروج الحشرات وطيور الظلام لتحكم المدينة الفاسقة. . بعد أن أحيل القاضي الجليل إلى التقاعد استيقظ صباح أحد الأيام، وعندما نظر لوجهه بالمرآة استطاع على الفور اكتشاف أن شيطاناً أفغانياً طالبانياً قد ركبه، فخرج بعدها إلى الشوارع يعقر كل من يصادفه.
• كل المرشحين يخدعون الناس، ربما الإخوان أكثر صدقاً معهم، فهم يعطونهم القليل من البطاطس والزيت والأرز أو بضعة جنيهات، فيما الآخرون يعدونهم بتحقيق أحلاماً مستحيلة. . ما يقوم به الذين يوزعون أغذية أو نقود على الناس لشراء أصواتهم ليس استغلالاً للفقر المادي، فما يعطونه لهم لن يكفي هؤلاء سويعات، وهم بالتأكيد قادرون على الاستمرار في العيش بدونه. . هم يستغلون فقر الكرامة لدى الإنسان المصري، فهو مستعد لبيع نفسه بسيجارة أو شقة بطيخ!!
• لا أدري ماذا سيكون موقفي إذا ما جاء إرهابي أو مناصر للإرهاب ليكون رئيس جمهورية وطني. . لا أعلم حقيقة ماذا ينبغي علي أن أفعل عندها!!. . أعتقد أن ما جلبه حمدين من عملة صعبة للبلاد من صدام حسين والقذافي لا تكفي كإنجازات تبرر انتخابه رئيساً للجمهورية.
• أحاول قدر جهدي ألا يكون لدي ما هو أعز من الحقيقة، وأن أظل أبحث عنها وألهث خلفها وهي تتغير من لحظة لأخرى، دون أن تنتابني عزة بالباطل أو تكبر وجبن عن التراجع وقتما يقتضي الأمر ذلك.
• تأثير نتيجة الانتخابات الرئاسية على مستقبل مصر جزئي أو هامشي على المدى القصير، فالكارثة هو ما اكتشفناه من ميل الشعب لتسليم أعناقه لأصحاب اللحى رغم ظلامية توجهاتهم وخطابهم، وهذا لن يتغير جذرياً على المدى القصير. . فأقصى ما يمكن أن نجنيه من رئيس جمهورية مستنير هو نوع من فرملة الاندفاع نحو الهاوية بعض الشيء وليس إيقافه.
• من قبيل الهطل وليس السذاجة تصور أن يكون لدينا مجلس شعب كهذا الذي لدينا الآن، ويبقى رغم ذلك بمصر بناء حضاري لم يتم هدمه وتسويته بالأرض، بداية من القضاء ثم النظام السياسي وصولاً إلى أبسط الأمور. . سنعود يا سادة مع هؤلاء لجاهلية القرن الثامن عشر وما قبله ولا مهرب.
• الشعب الذي يؤمن بنظرية المؤامرة كالشعب المصري لا يمكن أن يمارس حياته وفقاً لقواعد الديموقراطية، لأنه بالأساس يرى الحياة مسيرة من قبل قوى خيرة أو شريرة تدبر الأمور أو المؤامرات، وتحرك الناس كأحجار على رقعة شطرنج. . هي النظرة الأبوية التي تسند كل شيء للقائد أو كبير العائلة أو لقوة شريرة. . لكن لا شيء أبداً من فعل الناس العادية الذين هم نحن جميعاً. . وهكذا سنظل نبحث عن قائد أو زعيم أو "دكر" كما يقال، لكي يقف في وجه "دكر" شيطاني متخيل، ولنقف نحن نتفرج على نتيجة المعارك الدائرة بينهما!!
• الشعب المصري يرفض العلمانية ويعتبرها كفراً. . هذا عظيم، لأن العلمانية أيضاً تحتاج لشعب بمواصفات ومؤهلات كلها غير متوفر للشعب المصري، والكثير منها يستحيل في يوم أن يتوفر لأنه خارج قدرات الإنسان المصري. . عظيم أن يظل المصريون فيما هم فيه متمسكين بما هم متمسكون به.
• إذا أرادت الجماعات السلفية الإسلامية دروساً في المنهج السلفي والانغلاق والانكفاء على الذات فلترسل مندوبين لأخذ دروس خصوصية في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ليتعلموا كيف يتم تحويل الناس إلى حجارة، وكيف تتعفن العقول والأفكار حتى تتيبس، وكيف يصبح الإنسان أسهل في الانقياد من بهيمة عمياء. . الحقيقة أن الأنبا بيشوي هو الشخصية المجسدة لفكر وطبيعة تراث وتعاليم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وهو بالتالي الأجدر بكرسي البطريرك.
بيان هام
أتوجه لصاحب النيافة الأنبا بيشوي بهذا البيان، بعد الحلقة الأحدث من سلسلة التصريحات المنيلة بستين نيلة، والتي شكك في أحدها بوطنية المصريين المسلمين، وشكك في الأخيرة في أخلاق الفتيات المسيحيات، أقول لك يا قداسة الأنبا بيشوي حط فوطة في بقك المقدس وانتيل على عينك عشان هي مش ناقصة، مع تمنياتي لك بأن تنطلق وتكون مع المسيح ذاك أفضل جداً.
مصر- الإسكندرية
التعليقات (0)