في ذكرى يوم الوهم ، أول العام ..
"حين يُسائل الإنسان عقله ما الذي قدّمه وما أخره"
ولِمَ لا؟
أن نبدأ العام بتساؤلات حقيقية ، احترفنا كيفية تجاهلها ، وبتفنيد أقاصيص عجيبة لم نستسغها حين لُقّنا إياها أوّل الوعي ، لكننا استسلمنا لها لعمر ضائع من ببغاوية العيش ، متحصنين كلنا بخندق القطيع ، حتى لا نكون "مُختلفين" فننال نصيبنا من النبذ والإقصاء.
ولِمَ لا؟ أن يكون هذا العام مختلفاً باختلافنا هذه المرة ، أن يكون مُفتتحاً لوجوهنا المبتهجة ، المتحررة من كل موروث وقيد يحيل يومياتنا لعذاب مستمر.
لِمَ لا يا أصدقائي؟ فالحرية ، هناك ، ترفرف بانتظار استيقاظ النزق والنشوة الكامنة فينا ، بانتظار حقيقتنا التي دُجّنت لسنوات حتى ما عدنا نلمح أياً من تفاصيلها ، بانتظار بهجتنا العميقة التي بتنا نخجل من التعبير عنها ، بانتظار انفراج ابتساماتنا المغتسلة بالصباحات المحملة بالأمل ، بالحب ، وباللحظة الماتعة بفضل وعينا بها.
لِمَ لا نبدأ العام بـ "تساءل" ، بـ "ابحث" ، بـ "اقرأ" ، بـ "تحرر" حتى نُحلّق إلى خلاصنا.
صغيرنا "فارس" كان أول نطقه هو الـ "لَيْشْ" أي لماذا ، وكان طريق استكشافه لما حوله هو التساؤل الدائم ، والبحث والانتقاء مما نقوله ليكوّن عباراته الباهرة الأولى.
فلِمَ لا نعود صغاراً لا يُحرجنا السؤال ولا يُقيّدنا الجهل بالآخر من أن نبادر بالتواصل معه والإنصات لـ "المختلف" ..
نعود صغاراً ولكن بعيداً عن سياسة التلقين المُؤدلجة لعقولنا ، متجردين من كل أحمالنا السابقة ، إذ أتعبتنا هذه الحقائب المحمولة على ظهورنا ، أتعبنا هذا الخوف والقلق واللا سكينة !
لِمَ لا نتورط بمتعة السؤال ونقتحم المنطو في عقولنا وقلوبنا من علامات استفهام؟
التعليقات (0)