في ذكرى مجزرة كربلاء ...
لم يطلب دنيا زائلة ولم يساوم على مبدأ ولم يسكت عن حق او يجامل على حساب الوطن ولم يهادن لاجل مصالح ضيقة بل كان مرجع الميدان بحق تحرك في زمن تثاقل فيه الجميع وهتف في زمن سكت فيه الجميع حذر من الفتن ومظلاتها وحذر من الاحتلال ومآربه ومكره وخبثه في زمن صفق له الجميع وركع له الجميع انبرى ليضع تشخيصه للديمقراطية المزيفة الموبوءة وانتخاباتها وما ستؤول اليه وحذر الشعب مرارا من المفسدين وخطورة اعادة انتخابهم وحذر من دستور بريمر ومغبة الاستفتاء عليه وقف شامخا لم يتنازل ولم تأخذه في الله لومة لائم كأنما قد عبر مسافات الزمن و الاحداث وخاض غمارها كأنه عاش الحياة مرتين وخبر ما ستؤول اليه الفتن وحذر من تدخلات الدول في شؤون العراق ودعا الى الولاء للعراق فقط والعمل لمصلحة الشعب فقط وترك الاجندات الاجنبية لانها سوف تقضم سيادة العراق وترهن ثرواته وتسرق خيراته حاربوه بكل الوسائل اتهموه بشتى التهم اشاعوا ضده كل ما وقع بين ايديهم وجندوا شذاذ الآفاق ضده حجبوه عن شعبه اعلاميا ضيقوا على انصاره ومقلديه دفعوا الرشا وشروا الذمم واعلنوا الحرب ضده لا لشيء الا لانه اراد مصلحة العراق وقال لهم كلا لكل مشاريعكم الفاسدة والهدامة لانه كان يعرف مقاصدهم ومؤامراتهم وتحركاتهم وارتباطاتهم كشف ألاعيبهم واسقط اقنعتهم التي كانوا يتخفون وراءها وأزال اقنعتهم عن وجوههم الكالحة ونزع عنهم سرابيلهم وزيفهم الذي كانوا يتسترون خلفه وأربك مخططاتهم وأشاح عن دسائسهم واخيرا خرج بين ثنايا كربلاء الحسين صادحا بصوته الوطني ليجعل من تلك الارض التي امتزجت بدماء السبط روضة للعلم والفكر والتحليل والتحقيق والتدقيق في العقائد والتاريخ والاصول في محاضرات منيرة هوت لها القلوب واسرعت لها العقول وخشعت لها السرائر فكان يقف ساعات دون ملل يستقبل الالاف من الزوار والوافدين لرؤيته واللقاء به كان يشفق على الكبير ويتواضع للصغير واخيرا وبعد ان افتوا بالقتال والفتنة والدماء وقرعوا طبول الحرب الطائفية وارادوها فتنة صماء تحطب جزلا في الاجساد وتحصد كالزرع في الارواح وتسعى لاهلاك الحرث والنسل وقف بوجههم وحذرهم بان هذه الفتوى لن تعيد ما ذهب من مدن سلموها للدواعش وستكون هذه الفتنة ذريعة وحجة لتدخلات الدول وستريق الدماء ولن تقف عند حدود وقدم نفسه وسيطا لحل الازمة بين المتخاصمين ولكنهم لم يسمعوا ولم يسترشدوا استكبارا منهم ومكر السىء حذر من المليشيات وتفرعنها وتسلطها وان الامور ستؤول الى الاسوأ والاسوأ ولكنهم بدل ان يسمعوا منه ويستنيروا بفكره هجموا عليه وهدموا بيته بالدبابات و بالطائرات واحرقوا المنطقة بهجوم بربري مشؤوم في غرة شهر رمضان 1435 ه الثاني من تموز 2014 م وهو صائم قائم مع اصحابه وانصاره جعلوا من منطقة سيف سعد في كربلاء ساحة حرب ضارية كأنهم هجموا لتحرير القدس من براثن الصهاينة ألبوا عليه الناس خدعوهم وقالوا لهم انهم يريدون الاستيلاء على الحرمين وعلى شباك الامام العباس وهم قد اوغلوا بسرقة شبابيك الاضرحة حتى النخاع وكأنهم لم يجعلوا من ارض كربلاء والنجف والكاظمية بينهم دولا وجعلوا من الناس خدما وخولا وعاثوا في الارض فسادا واحرقوا المنازل وسحلوا الجثث وصبوا التيزاب في افواه المعتقلين وعذبوهم حتى الموت والقوا بآخرين من فوق البنايات والجسور ورقصوا يغنون ويتقافزون كالقرود على جثث الشهداء العزل الذين ضرجوا بدمائهم ولا ذنب لهم سوى انهم كانوا يحضرون ليسمعوا من فكر المرجع العراقي الصرخي وهذا مجتبى الطفل البريء لم يسلم من حقدهم ورصاصهم واردوه قتيلا مضرجا بدم الطفوله فقتلوا الطفولة بقتله كما قال المرجع المظلوم وزجوا بالمئات من انصاره في ظلمات السجون وافرغوا حقدهم الدفين على هذا الصوت العراقي الذي أرقهّم واقضّ مضاجعم وأبطل احدوثتهم وكشف زيفهم واكذوبتهم واظهر جهلهم وبيّن عمالتهم ولكن الباطل عمره لم يكن منتصرا فله جوله وللحق دوله وجولات ونزالات وما هي الا ليال وايام حتى يكشف الظلام عن فجر ويبزغ النور عن شمس رغما عن انوف المفسدين ..
اصيل حيدر
التعليقات (0)