تمر في هذه الايام ذكرى مجزرة (صبرا و شاتيلا) و التي ذهب ضحيتها أكثر من 600 شهيدا كحد أدنى أغلبهم من الأطفال و النساء الفلسطينيين و معهم بعض اللبنانيين .
ذكرى من ماتوا تؤلم بقدر ما تؤلم طريقة موتهم، و لكن في الواقع ما يؤلم أكثر بالنسبة لأهالي الضحايا و لكل انسان يؤمن بقيم العدالة أن من ارتكبوا تلك المجزرة لا يزالون دون عقاب او أقله دون مسائلة.
فالكل يعلم أن المجزرة التي كان مسرحها مخيمي (صيرا و شاتيلا) للاجئين الفلسطينيين في لبنان و التي حدثت في مثل هذه الأيام من سنة 1982 كانت بقرار "اسرائيلي" و تنفيذ من المليشيات المسيحية المسلحة آن ذاك و على رأسها القوات اللبنانية و(حزب الكتائب).
نعم (اريال شارون) الذي كان "وزيرا للدفاع" وقتها و أعطى الأوامر لتنفيذ تلك المجزرة يقيم الآن في المستشفى منذ سنوات و ربما الآن هو ينال عقابه من رب السماء في تلك الوضعية التي نعلمها جميعا، و لكن أمثاله و شركائه من اللبنانيين لا يزالون أحياء، و الادهى أنهم يمارسون "العمل السياسي" في لبنان و يحضون بحماية و شرعية يوفرها لهم النظام الطائفي المقيت في لبنان.
و لكن زيادة على تلك الحماية التي توفرها لهم طوائفهم يستنصر البعض منهم بالدعم الخارجي الذي يلقونه و المصيبة ان بعض ذلك الدعم هو دعم مستجد من دول عربية، فـ "الدكتور" سمير جعجع يستقبل في القصور العربية استقبال القادة و السياسين الكبار، بالطبع قد لا يستغرب هذا الامر فتلك القصور هنأت "الدولة العبرية" بذكرة ولادتها التي هي ذكرى نكبة الفلسطينين، فلا باس أن استقبل و جه آخر من أوجه الدمار و الخراب على الفلسطينيين.
و تلك الذكرى تمر و نحن نسمع من وريث (حزب الكتائب) أنه لن ينكر أي تعامل يصفونه ب"السابق" مع "اسرائيل" لأنه كان تعاون "من أجل لبنان" و من أجل "الدفاع عن النفس"، نعم من اجل أن تدافع عن نفسك تقتل آلاف الناس فهذا هو منطق المتعنصرين المتطرفين من امثال آل جميل و جعجع.
لذلك الخطر كل الخطر هو من تلك الأجندات التي يقف ورائها من ارتكب مجزرة (صبرا و شاتيلا )، و تصفح بسيط لموقع القوات على شبكة الإنترنت سيدلنا على من يمثل التهديد الفعلي للبنان الواحد الموحد أرضا و شعبا، و من يمثل تهديدا للقضية الفلسطينة و لشعبها.
التعليقات (0)